وسعة علمه اثنان، تاج الأئمة الحفاظ، ممن تكل عن ذكر أوصافه العلمية الألفاظ، سيف أقطع، وبدر أسطع، قدوة وأس العلماء والناس، فقيه مكناس وفاس ومفتيهما مبرز في تحقيق العلوم، منطوقها والمفهوم، آية في نوازل الفقه وقضايا التواريخ، مجلسه كثير الفوائد مليح الحكايات له قوة عارضة، ومزيد ذكاء مع نزاهة وديانة، وحفظ مروءة.

كان يدرس المدونة وينقل عليها كلام المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والموثقين ويطرز ذلك بذكر موالدهم ووفياتهم وحكاياتهم وضبط أسمائهم، والبحث في الأحاديث المستدل بها في نصر آرائهم، مجلسه نزهة للسامعين، وآية إعجار للمعتبرين، وكان لا يتنفس إلا بالفوائد، وكان لسانه رطبا بلا إله إلا الله، تسمع جارية على لسانه أثناء حديثه.

مشيخته: أخذ عن أبى موسى عمران الجاناتى راوية أبى عمران العبدوسى وعليه اعتمد في قراءة المدونة، وأبى الحسن على بن يوسف التلاجدوتى أخذ عنه العربية والحساب والعروض والفرائض، وابن جابر الغسانى أخذ عنه القراءات السبع، وأبى عبد الله عزوز أخذ عنه الحديث والتاريخ والسير والطب، والشيخ ابن غياث السلوى علم الطب وكان مجيدا فيه، وأبى القاسم التازغدرى، وأبى محمد العبدوسى باحثه كثيرا واستفاد منه مشافهة ومكاتبة، وهو الذى أجلسه للتدريس بفاس، كما أجلسه للتدريس بمكناس ولى الله تعالى عبد الله بن حمد.

الآخذون عنه: منهم إبراهيم بن هلال، وأحمد زروق، وعبد الله الزمورى شارح الشفا، وأبو الحسن الزقاق، والقاضى امناسى، والمفتى أبو مهدى الماواسى، والإمام ابن غازى، والحافظ الونشريسى مؤلف المعيار وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015