في اليوم الَّذي قبل يوم السفر يتوجه أحد المهندسين مع الموقت لينظرا المحل الَّذي يصلح لنزول المحلة وقدر المسافة، ويجعل بذلك تقييدا لجلالة السلطان يدخل على يد الحاجب ليوقع عليه السلطان بما يظهر له من الاستحسان أو عدمه، وفى صبيحة يوم السفر يتقدم من ذكر صحبة قائد الافراك ليعينا له محل النزول، وتخرج جميع الأثقال المخزنية والأروى ثم عيال السلطان، ثم يخرج السلطان بعد وداعه لأهل البلد بدار المخزن، ثم يخرج الجميع خارج البلد مع عامله وقضاته وعلمائه وأعيانه حتَّى يمر الموكب المخزنى أمامهم.
يقع الإعلام ليلا بالرحيل لولاة الأمر، وعند الفجر لما يسمع طبال (الكومى) الخاص بالسلطان الَّذي هو علامة الرحيل يشرع الناس إذ ذاك في الرحيل، فيخرج السلطان بعد أداء فريضة الصبح ويجلس على عرشه مسندا ظهره للمحلة وهو ينظر للافراك حتَّى يجمع، ثم يأمر قائد المشور بأن يأمر الجيوش المبين تفصيلها بجمع القبة على ما جرت به العادة من أخذ كل فريق منهم حبلا من حبالها الوثقى المعبر عنها بالكمنة، ثم بعد جمعها في أقل من عشرين دقيقة لكثرة الجيوش مع كبر القبة واتساعها تحمل على البهائم.
ثم يأمر قائد المشور بأن يأذن لهم في التوجه نحو الإمام، فيأذن لهم بعد أدائهم ما يجب من تقديم الاحترامات للسلطان، فيتقدم نصف الجيش وهو الجيش الشرقى بقواده وأعلامه فيتبعهم قائد الافراك بأعلامه وخيله أمام قبة السلطان، ثم القبائل قبيلة فقبيلة، ثم يأذن السلطان المخزن بالركوب فيركب ويصطف الجميع ثم يركب السلطان جواده.