البشرية فيحييهم الله في برازخهم, ويكتبهم عنده شهداء, جعلنا ممن استنارت بصائرهم فشاهدوا تلك الحقائق"1.
زيارة الأولياء:
وهو لا يحث على زيارة الأولياء فحسب, بل يوجب إعانة زوار الأولياء وتقديم المال والطعام اللازمين لهم, وعد زوار الأولياء من أبناء السبيل الذين تدفع إليهم الزكاة المستحبة والواجبة "وساوى" بين المسافر الذي يطلب العلم والمسافر الذي يزور الأولياء, قال بهذا عند تفسيره لقوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ..} 2 الآية, ففسر ابن السبيل بقوله: "وابن السبيل هو المسافر الذي يطلب العلم أو يزور الأولياء أو ينظر في آيات الله أو يتعرف بإخوان المؤمنين, فله حق على من نزل بهم أن يكرموه ويدخلوا عليه السرور ويعطوه مما أعطاهم الله" ثم قال: "وإذا دعا ابن السبيل لمن أكرمه استجاب الله دعاءه, فهو من رتبة المهاجرين الذين تركوا الأوطان والخلان"3.
رياض الأولياء:
ولم يكتف بوجوب إعانة زوار الأولياء, بل جعل رياض الأولياء من الأماكن الطاهرة التي تستجاب فيها الدعوات, فقال: "والأفضل أن يتحرى العبد أوقات الإجابة كوقت السحر والأماكن الطاهرة كالمساجد ورياض الأولياء, ويقدم التوبة والاستغفار ويتوسل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويرفع شكواه إلى الله معتقدا في نفسه أنه كالغريق, ولا يأخذ بيده إلا مولاه القادر"4 ومن المعلوم أن التوسل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أيضا.