ولما جمع فيها من الأحكام التي لم تجمع في غيرها وفي حديث المستدرك تسميتها سنام القرآن1 وسنام كل شيء أعلاه, وفي صحيح مسلم تسميتها وآل عمران الزهراوين1.
وفي المكي والمدني منها قال: "وهي مدنية واستثنى بعضهم منها آيتين: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} ، {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} 1 ... إلخ.
وفي عدد آياتها وكلماتها وحروفها قال: "آيها مائتان وخمس وثمانون، وقيل: مائتان وست وثمانون، وقيل: مائتان وسبع وثمانون, وكلمها ستة آلاف ومائة وإحدى وعشرون, وحروفها خمسة وعشرون ألفا وخمسمائة حرف"1.
ثم تحدث عن فضلها فقال: "قال أبو بردة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه, اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما, اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" 2. وأورد غير ذلك من الأحاديث3.
ثم يختم كل مقدمة بذكر فوائد للسورة أو التداوي بها بما يشبه الأوهام والخرافات, حاشا أن أنكر أن القرآن شفاء ولكن تخصيص بعض الآيات أو بعض السور ببعض الأمراض والآفات مما لا أعرف له دليلا.
قال عن سورة البقرة: "قال جعفر الصادق: من كتب سورة البقرة وأمسكها عليه زالت عنه الأوجاع كلها، وإن علقها أيضا على صغير زالت عنه أوجاعه وهان عليه الفطام ولم يخف عليه -بحول الله تعالى- وإن علقت على المصروع زال عنه الصرع"4.