مسألة الشفاعة:
ويرون أن الشفاعة لا تنال أصحاب الكبائر من الأمة المحمدية, ولا ينالها إلا من مات منهم على الوفاء والتوبة النصوح1.
قال أحد علمائهم نظما2:
ومن يمت على الكبير عذبا ... وذاك في القرآن حكما وجبا
ليس له شفاعة من أحد ... من الورى حتى النبي أحمد
ارتكاب الكبيرة:
يطلق الأباضية على الموحد العاصي كلمة كافر, ويعنون بها كافر النعمة ويجرون عليه أحكام الموحدين. فالكفر عندهم كفر نعمة ونفاق وهو هذا, وكفر شرك وجحود وهو الذي يخرج الإنسان من الملة الإسلامية3.
فالعصاة من الموحدين عندهم "قد خرجوا من الشرك بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وخرجوا عن المؤمنين بفعل المعاصي, فإن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" 4 ... الحديث، وذلك فرع على قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ} لهم يا محمد {لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} 5. ومعنى قولوا: إنا مسلمون بقولكم: لا إله إلا الله محمد رسول الله, أما الإيمان فلا لأنكم تفعلون ما لا يرضاه, فأنتم باعترافكم بوحدانية الله حين قلتم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبهذا أسلمتم فحرمت دماؤكم وأموالكم إلا بحقها وحسابكم على الله، إما عفو, وإما عقاب"6.