قَالُوا بَلا سَبَبِ اللهُ رَازقُنَا ... واللهُ راَزِقُنَا بِالَسعِي والسَببِ
ألَيس مَريَم رَبُ العَرشِ قَالَ لَها: ... هُزِي إلِيكِ بِجذَعِ يَانَع رَطَبِ
وَلو يَشاَء أتَاهَا رَزقَها رَغَداً ... مِن غَيرِ مَا تَعبِ مِنها وَلا نصَبِ
وكَان رزِقُ رَسَولَ اللهِ جَاعِله ... رَبُ الَبرَيةِ تحَت القَصرِ واَلقصبِ
وباكرُوا اللهوَ واللذاتِ واتخذوا ... لهُوَ الحَدِيثِ لهُم دِيناً مع الطربِ
إذَا أتُوا مَنزَلاً قَالُوا َلِصَاحِبِه ... قَبّل يدَ الشيَخِ ذِي الإكرَام والأدَبِ
هَذا لهُ نَظَرُ هَذا لهُ هِمَمُ ... لهُ الكرامَاتُ بَين العُجم والعَرَبِ
يَمشي عَلى الماءِ يطَوي الأَرضَ قاَطبَةً ... وَفاتحُ كلّ بَابِ مُغلَقٍ أَشِبِ
اطلب رِضا الشَيخِ وانَظر أين مَذهَبه ... وَليَس مَذهبه إلا إلِى الذَهَبِ
هَذا وقد جَاءَ بِالمَعلومِ فَابتَدرُوا ... مُحسَرين عَن الأيدِي عَلى الَركبِ
كُل امرِىء مُنهم فِي الأكلِ مُعضَله ... ومُرجِف الأرَضِ يَوم الرَوع بالهَربِ
إذا تَغَنى مُغنيهُم سَمِعت لهُم ... صُراخ قُومٍ رُموا بالويلِ والحَربِ
ما زَال ليلهُم رقَصاً فإن تِعبوا ... تطَارحُوا فِي زوَايا البيتِ كالخَشَبِ
ضَربُ الَقضَيبِ مَدى الأيَامِ شُغلُهم ... والرقصُ دأبهُم والضرب فِي الضَربِ
قَالوا لنا مَذهُب وهو الحقيقةُ لا ... نَقُول بِالشَرعِ ثُم الدَرسِ فِي الكُتبِ
ولا نُريد مِن الرَحَمنِ جَنتَّهُ ... ولا نَخافُ لظى جَاءت عَلى غضبِ
وما بِهذا كِتابُ اللهِ أخبرنا ... وجَاءت الرُسلُ بِالتَرغِيبِ والرَهبِ
َزارُوا النِساءَ وآخوهُنّ هل عُصِمُوا ... مِنهن أم أمنُوا مِن طَارقِ النّوَبِ
نَسُوا قضيةَ هاروتٍ وصَاحِبه ... ماروت إذ شَرِبا كَأساً مِن العَطبِ
وَهَمّ يوسُفَ لولا أن رأى عَجَبَاً ... بُرهَان خَالِقِه فاعجب مِن العَجبِ