وقال الإمام الحافظ ابن عبد البر يوصِي ابنه 1:
تجاف عن الدنيا وهوِّن لقدرِها ... ووفّ سبيل الدينِ بالعروةِ الوثقَى
وسارِع بتقوى الله سراً وجهرةً ... فلا ثمّة أقوى هديت من التقوى
ولا تنسَ شُكرَ الله في كلّ نعمةٍ ... يمنّ بها فالشكْرُ مستجلب النعمى
فدع عنك ما لا حظ فيه لعاقِلٍ ... فإن طريقَ الحق أبلجَ لا يخفى
وشح بأيام بقين قلائلٌ ... وعمرٌ قصيرٌ لا يدومُ ولا يبقَى
ألم تر أنّ العمر يمضي مولّياً ... فجدّته تبلى ومدّته تفنى
نخوض ونلْهُو غفلةً وجهالةً ... وننشر أعمالاً وأعمارنا تُطُوَى
تواصلنا فيه الحوادث بالردي ... وتنتابنا فيه النّوائبُ بالبلْوَى
عجبتُ لنفسٍ تبصر الحقّ بيناً ... لديها وتأبى أن تفَارِقَ ما تَهوَى
وتسعى لِما فيهِ عليها مضرة ... وقد علمت أن سوف تُجزى بما تسعى
ذنوبِي أخشاها ولستُ بآيسٍ ... وربّي أهل أن يخافُ وأنْ يُرجَى
وإنْ كان ربي غافِراً ذنب من يشا ... فإني لا أدري أَأُكرَمُ أم أُخْزَى
وقال مسفر بن مهلهل الينبعي 2:
دعِ المقاديرَ تجري في أعنّتها ... ولا تَبِيتَنَّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غمْضةِ عين وانتباهتِها ... يغيّر الله مِنْ حالٍ إلى حالِ