وأزاهير وأثماراً، رب من أين للورد شذاه ومن أين للغصن عوده ولحاه ومن أين للثمار طعومها المختلفة وأشكالها المتباينة، وألوانها المتغايرة من أين كل هذا يا رب سائغ وغير سائغ، وناصع وفاقع، تباركت، مُخرج الخضراء من الغبراء، وخالق العجب من طين وماء، سبحانك اللهم سبحانك، جلّت عظمتك، وتعالت قدرتك. أعجزت الإنسان بالجبال، بل أعجزت الإنسان بذات الإنسان، عظم ولحم، وعروق ودم، وظفر وشعر وسمع وبصر، قلت للسان ذق وهو لحمة فذاق، وقلت للعين أبصري وهي شحمة فأبصرت، سبحانك اللهم.
وهذا القلب الخافق بم يخفق أشهد أن لا إله إلا أنت رب المشارق والمغارب، والنجوم والكواكب، تباعدت فهي منفصلة، وتجاذبت فهي متصلة، عجزت عقولنا عن الإحاطة ببعض ما خلقت فكيف نحيط بك. سبحانك سبحانك، هذه دنياك فكيف آخرتك، وهذا شأن آثارك فكيف شأنك، تباركت من إله صادق، وتعاليت من رب حق.
وقال الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد المقدسي الفقيه الإمام العالم الزاهد 1: