البحر
وقَفْتُ على الشّاطِئ الأزرق ... أُراقِب بالناظِر المحدقِ
إذا مَوجُه مِنْ تِلالِ الزُّجاجِ ... تكسر كالأمل الأخرق
شَظَايَاهُ تنبثُّ فوق الصُّخورِ ... ليَحتَفِلُ الشطُّ بالرَّونَقِ
كأن تدافع أمواجِهِ ... هُروب من الخطر المغرِقِ
أأمواج عودي ولا تحذَري ... فإنك في البحر لن تغرقي
أتبغين في البر حلو الأما ... نِ أم منه للبحر أن تسرقي
تَلحِين لا تسألِينَ الزَّمان ... ماذا مضى منه ماذا بقي
رَوائِعُ في الشَّطِّ لا تنتَهِي ... تسِيرُ مع النَّظَرِ المُطْلقِ
تَدبّرتُها بِدقيقِ الفهومِ ... لعَلِّي بالحقِّ أنْ ألْقَتِي
...
وَأرْسَلْتُ طرفِيَ فوقَ العبابِ ... فَطافَ يعومِ بِلا زورَقِ
وشاهد فيه الجوارِي الكبا ... رَ تسبحن كالبط واللقلقِ
على بركة القصر بين المروج ... تهادى بِها ورق الزنبقِ
تَدبّرتُها بدقيقِ الفهومِ ... لعلّي بالحقِّ أنْ ألتَقِي
...
فَشاهَدتُ فيها أيادِي القَدَر ... تهُزُّ القُلوبَ تهُزّ الفكرْ
تُنبّه أن العليم الحكيمْ ... ورَاءَ السُّجوف هُو المقْتَدِرْ