فنظرت إلى ما مات عليه أبي وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع) فقال رسول الله: (إن هذا الأمر إلى الله فمن ييسره للهدى ييسر، ومن ييسره للضلالة كان فيها) .
ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأرسله رسول الله إلى أكيدر صاحب دومة في رجب سنة تسع وأحضره عند رسول الله فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده.
وأرسله رسول الله سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم.
وأمره أبو بكر الصديق رضي الله عنه على قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة، وكان له في قتالهم الأثر العظيم كما مر ذكره في كتابنا هذا، وله الآثار المشهورة في قتال الروم بالشام، والفرس بالعراق، وهو أول من أخذ الجزية من الفرس في صلح الحيرة، وافتتح دمشق وكان في قلنسوته شعر من شعر رسول الله يستنصر به ويتبرك فلا يزال منصوراً.
ولما حضرت خالد الوفاة قال:
(لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وبه ضربة، أو طعنة، أو رمية، وها أنل أموت على فراشي كما يموت العَيْر، فلا نامت أعين الجبناء، وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها) .
وكان يشبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلقه وصفته.