أذكر له. ثم قلت له: إنما نحن بمنزلة ثعلب في حجر لو صب فيه ذنوب من الماء لخرج. ثم قلت له ما قلت لصفوان وعكرمة فأسرع الإجابة وواعدني إن سبقني أقام بمحل كذا وإن سبقته إليه انتظرته فلم يطلع الفجر حتى التقينا فعدونا حتى انتهينا إلى الهدة "اسم محل" فوجدنا عمرو بن العاص بها. فقال: مرحبا بالقوم فقلنا وبك، قال أين مسيركم؟ قلنا الدخول في الإسلام فقال: وذلك الذي أقدمني) .
فوصلوا المدينة وقال خالد (فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت أخي فقال أسرع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سر بقدومكم وهو ينتظركم، فأسرعنا المشي فأطلعت عليه فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى وقفت عليه. فسلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال: "الحمد لله الذي هداك، وقد كنت أرى لك عقلا رجوت أل يسلمك إلا إلى خير"، قلت: يا رسول الله ادع الله يغفر تلك المواطن التي كنت أشهدها عليك. فقال صلى الله عليه وسلم: "الإسلام يجب ما كان قبله" وتقدم عثمان بن طلحة وعمرو فأسلما وقد شهد رسول الله لخالد بالعقل كما ترى) .
إن خالدا كما قلنا كان من رجال قريش المعدودين فكان أشجعهم قلبا، عالما بفنون الحرب، فارسا مغوارا لا يرهب الموت، ولا تهوله كثرة الجيوش لكنه مع ذلك أخفق في محاربة رسول الله ولم تنفعه شجاعته ولم تفده فروسيته لذلك كان يرى أنه في غير شيء إزاء رسول الله