والصحيح من الأحاديث لا يدل على أفضلية علي، ولا عصمته، ولا أحقيته بالخلافة بعد النبي منها

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه. فقال لأصحابه: أما هؤلاء فقد كفيتموهم. فلم يملك عمر رضي الله عنه نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله، إن الذين ذكرت لأحياء، وقد بقي لك ما يسوءك (?) (?) . فهذا مقدم الكفار إذ ذاك لم يسأل إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر لعلمه وعلم الخاص والعام أن هؤلاء الثلاثة هم رءوس هذا الأمر، وأن قيامه بهم. ودل ذلك على أنه كان ظاهرًا عند الكفار أن هذين وزيراه وبهما تمام أمره، وأنهما أخص الناس به، وأن لهما من السعي في إظهار الإسلام ما ليس لغيرهما. وهذا أمر معلوم للكافر فضلاً عن المسلمين. حتى إني أعلم طائفة من حذاق المنافقين ممن يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رجلاً عاقلاً أقام الرياسة بعقله وحذقه - يقولون إن أبا بكر كان مباطنًا له على ذلك يعلم أسراره؛ بخلاف عمر، وعثمان وعلي.

فقد ظهر لعامة الخلائق أن أبا بكر رضي الله عنه أخص الناس بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فهذا النبي وهذا صديقه. فإذا كان محمد أفضل النبيين فصديقه أفضل الصديقين. فكثرة الاختصاص والصحبة مع كمال المودة والإسلام والمحبة والمشاركة في العلم تقتضي أنهما أحق بالخلافة من غيرهما (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015