وأخبارهم؛ فإن أبا بكر باشر الأهوال التي كان يباشرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أول الإسلام إلى آخره، ولم يجبن ولم يحرج، ولم يفشل. وكان يقدم في المخاوف يقي النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه، ويجاهد المشركين تارة بيده، وتارة بلسانه، وتارة بماله، وهو في ذلك كله مقدم.
وكان يوم بدر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في العريش (?) . مع علمه بأن العدو يقصدون مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ثابت القلب، رابط الجأش، يظاهر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعاونه ويذب عنه، ويخبره بأنا واثقون بنصر الله. والنظر إلى جهة العدو، وهل قاتلوا المسلمين أو لا؟ والنظر إلى صفوف المسلمين لئلا تختل، وتبليغ المسلمين ما يأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الحال (?) . وفي الصحيح: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم بدر في العريش معه الصديق أخذت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعسة من النوم، ثم استيقظ مبتسمًا، فقال: أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع» ، وفي رواية ابن إسحاق: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، وهذا جبريل آخذ بعناه فرسه يقوده على ثناياه النقع» يعني الغبار (?) .