وقوله في الحمى (من الوافر):

وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا بالظلام

بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي

وقوله في وصف الظبي (من الرجز):

أغناه حسن الجيد عن لبس الحلى ... وعادة العرى عن التفضل

كأنه مضمخ بصندل

وقوله في سرعه الأوبة وتقليل اللبث (من الوافر):

وما أنا غير سهم في هواء ... يعود ولم يجد فيه امتساكا

قال: ابن جني: قد اختلف أهل النظر في هذا الموضع، فقال قوم: إن السهم والحجر ونحوهما إذا رمى به صعدا فتناهي صعوده كانت له آخر ذلك لبثة ما، ثم يتصوب منحدرا، وقال آخرون: لا لبثة له هناك، وإنما أول وقت انحداره آخر

وقت صعوده. وقوله - وهو أحسن ما قيل في وصف محنة نهكت صاحبها، واشتدت به، ثم عاد إلى حال السلامة وقد هذبته تلك وزادته صفاء وسهولة (من الوافر):

وربتما شفيت غليل صدري ... بسير أو مقام أو حسام

وضاقت خطة فخرجت منها ... خروج الخمر من نسج الفدام

وقوله وهو مما لم يسبق إليه (من الطويل):

كريم نفضت الناس لما لقيته ... كأنهم ما جف من زاد قادم

وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركه في عمري المتقادم

وقوله وهو من بدائعه (من الوافر):

رضوا بك كالرضا بالشيب قسراً ... وقد وخط النواصي والفروعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015