على مصدر محذوف، كما يدل المصدر على الفعل في قول الله تعالى {فضرب الرقاب} معناه اضربوا، وقرأ عيسى بن عمر {فصبراً جميلاً} أي اصبر صبراً، وتقول أقمته إقامة، فالهاء عوض من ذهاب الواو والأصل إقواماً. فإذا أضفت سقطت الهاء، قال الله تعالى {وإقام الصلاة} وقد جاء حرفٌ شاذ، قالوا أجبته إجابةً وإجاباً بغير هاء وهو غريب، وأجبته جواباً وجابة وحيبى، وما أحسن جيبته، كل ذلك قد جاء. ويقال أطاع الرجل إطاعةٌ وطاعة، وأجاب إجابةً وجابة، وأغار إغارةً وغارةً، وأجار إجارةً وجارةً، وأقام إقامة لا يوجد على مثالهن. ولم يجئ من ذوات الواو مفعول على الأصل إلا في حرفين، قولهم: مسك مدووفٌ وخاتمٌ مصووغٌ، والأحسن مدوفٌ، ومصوغٌ.
فأما من ذوات الياء فيجيء كثيراً نحو بسرةٌ مطيوبةٌ، وطعام مكيولٌ ومكيلٌ ومبيوعٌ ومبيعٌ. ومن الشواذ قولهم: جبن الرجل بفتح الماضي فهو جبان.
وقد جاء المفعول على فعلٍ، قالوا: درهم ضرب الأمير، وهذا خلق الله، أي مضروب الأمير ومخلوق الله، وقالوا أدنف الرجل صار دنفاً، وقالوا دنف وأُدنف.
ومن الشواذ مصدر أفعل على تفعيل قرأ ابن مسعود {وأنزل الملائكة تنزيلاً} وقيل أنزل ونزل بمعنىً، ومنها قول الشاعر.