َأعلم أن الكلام فِي هَذَا الخبر فِي فصول: أحدها: فِي إثبات ليلة الإسراء وصحتها الثاني: فِي إثبات رؤيته لله تَعَالَى فِي تِلْكَ الليلة الثالث: فِي وضع الكف بين كتفيه الرابع: فِي إطلاق تسمية الصورة عليه الخامس: قوله: لا أدري لما سأله فيم يختصم الملأ الأعلى أما الأول: فهو أن الإسراء من مكة إلى بيت المقدس ومن بيت المقدس إلى السموات صحيح وأنه كان يقظة، وقد نص أَحْمَد عَلَى هَذَا فِي رواية المروذي
، وحكي له عن موسى بن عقبة أنه قَالَ: إن أحاديث الإسراء منام، فقال: هَذَا كلام الجهمية، وجمع أحاديث الإسراء فأعطاينها وَقَالَ: منام الأنبياء وحي
87 - وَقَالَ يعقوب بن بختان: سألت أَبَا عبد الله عن المعراج فقال: رؤيا الأنبياء وحي، فقد أثبت ليلة الإسراء وأنكر قول من قَالَ إنها منام، وقوله: رؤيا الأنبياء وحي معناه: أنها لو كانت مناما لكانت وحيا لأنهم أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام والدلالة عَلَى صحته وإثباتها وجوه أحدها: قوله تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}