رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " توقفون موقفا واحدا يوم القيامة مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم، ولا يقضي بينكم قد حصر عليكم فتبكون حتى ينقطع الدمع، ثم تدمعون دما وتبكون حتى بلغ ذَلِكَ منكم الأذقان، ويلجمكم فتضجون، ثم تقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يأتوني فإذا جاءوني خرجت حتى آتي الفحص "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يا رسول الله ما الفحص؟ قَالَ: " قدام العرش فأخر ساجدا " وذكر الخبر إلى أن قَالَ: " فيقول: قد شفعتك، فأنصرف حتى أقف مع الناس، فبينا نحن وقوف سمعنا حسا من السماء شديدا فهالنا، فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من فِي الأرض من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض لنورهم، فقلنا: أفيكم ربنا؟ فقالوا: لا وهو آت " وذكر الخبر إلى أن قَالَ: " ثم ينزل أهل السموات عَلَى قدر ذَلِكَ من التضعيف حتى نزل الجبار تَعَالَى ذكره فِي ظلل من الغمام والملائكة ولهم زجل من تسبيحهم، فينزل ربنا، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يحمل عرشه يومئذ ثمانية، وهم اليوم أربعة، أقدامهم عَلَى تخوم الأرض السفلى والسموات إلى حجزهم، والعرش عَلَى مناكبهم، فوضع الله، عَزَّ وَجَلَّ،
عرشه حيث شاء من الأرض ثم ينادي نداءا يسمع الخلاق " وذكر الخبر قال أَبُو بكر: وبمثل ذَلِكَ روي الخبر عن جماعة من الصحابة والتابعين، ويؤكد صحة هَذَا وأن المراد بالإتيان والمجيء الذات قوله تَعَالَى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} فلما قصد إتيان الآيات صرح بذكرها.