وتنفيسه عن كربي بنصرته إياي من قبل أهل اليمن، وذلك لما نصره المهاجرون والأنصار نفس الله عن نبيه ما كان فيه من أذى المشركين، وقتلهم
الله عَلَى أيدي المهاجرين من أهل اليمن والأنصار، وكان، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كثيرا ما كان يمدح أهل اليمن، فروي عنه أنه قَالَ: " الإيمان يمان والحكمة يمانية " وإنما وجب حمله عَلَى ذَلِكَ لما تقدم فِي الحديث الذي قبله، وأن فيه ما دل عَلَى أن النفس مخلوقة، لأنه أضافه إلى الريح، والريح مخلوقة من جهة أنها مأمورة بالرحمة والعذاب، فوجب حمل هَذَا المطلق عَلَى ذَلِكَ
246 - ورأيت فِي بعض مكاتبات ابن بطة إلى بعض أصدقائه، وقد ذكر هذين الخبرين حديث جابر: " إذا رأيتم الريح فلا تسبوها "، وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ: " أجد نفس ربكم " وحكى كلام ابن قتيبة فِي ذَلِكَ فقال: أنت فِي نفس من أمرك أي فِي سعة، وقوله: " من نفس الرحمن " معناه أنها يفرج بها الكرب ويذهب بها الجدب، يقال: اللهم نفس عني أي: فرج عني، وذكر كلاما طويلا