الزرع الضحك، وهذا كلام الجهمية، قلت: ما تقول فِي حديث ابن جريج، عن أَبِي الزبير، عن جابر " فضحك حتى بدت "، قَالَ: هَذَا يشنع به، قلت: فقد حدثت به، قَالَ: ما أعلم أني حدثت به إلا مُحَمَّد بن داود يعني المصيصي وذلك أنه طلب إلي فيه، قلت: أفليس العلماء تلقته بالقبول؟ قَالَ: بلى
213 - قال أَبُو بكر الخلال: رأيت فِي كتاب لهرون المستملي أنه قَالَ لأبي عبد الله: حديث جابر بن عبد الله " ضحك ربنا حتى بدت لهواته أو قَالَ أضراسه " ممن سمعته؟ قَالَ: نا روح، قَالَ رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يضحك حتى بدت لهواته أو قَالَ أضراسه " فقد نص عَلَى صحة هَذِهِ الأحاديث والأخذ بظاهرها والإنكار عَلَى من فسرها، وذلك أنه ليس فِي حمله عَلَى ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما نستحقه، لأنا لا نثبت ضحكا هو فتح الفم وتكشير شفتين وأسنان، ولا نثبت أضراسا ولهوات هي جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذَلِكَ صفة كما أثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر، وإن لم نعقل معناه، ولا يجب أن نستوحش من إطلاق هَذَا اللفظ إذا ورد به سمع، كما لا نستوحش من إطلاق ذَلِكَ فِي غيره من الصفات فإن قيل: هَذَا محمول عَلَى إظهار فضله ونعمه بالإثابة: للرجلين المقتولين فِي سبيل الله، كأنه بين ثوابهما وأظهر من كرامته لهما، وكذلك قوله: " ضحكت لضحك ربي " أي لإظهار فضله وكرامته، لأن الضحك فِي اللغة هو الإظهار من قولهم: ضحكت الأرض بالنبات، إذا ظهر فيها النبات وانفتق عن زهره، وكذلك قالت العرب لطلع النخل إذا تفتق عنه فيقولون: ضحكت الطلعة، إذا