وقد قيل فيه وجه آخر وهو أنه يحتمل أن يكون معنى قوله: " الحجر يمين الله فِي أرضه " إنما أضافة إليه عَلَى طريق التعظيم للحجر وهو فعل من أفعال الله تَعَالَى سماه يمينا فنسبه إلى نفسه، وأمر الناس باستلامه ومصافحته ليظهر طاعتهم بالايتمار وتقربهم إلى الله سُبْحَانَهُ، فيحصل لهم بذلك البركة والسعادة وقيل: فيه وجه آخر أن معنى قوله: " يمين الله " أمان الله، لأن الحجر من جملة البيت وقد قَالَ سُبْحَانَهُ {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ولا بأس بهذه الوجوه للمعنى الذي ذكرنا من امتناع إضافة ذَلِكَ إلى الله سُبْحَانَهُ ويبين صحة هَذَا ما روي عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحجر الأسود من ياقوت الجنة وإنما سودته خطايا بني آدم وأيضا قول عمر: لإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع وهذا لا يقال فِي صفات القديم