1152-

وَجَهْرٌ وَرَخْوٌ وَانْفِتَاحٌ صِفَاتُهَا ... وَمُسْتَفِلٌ فَاجْمَعْ بالَاضْدَادِ أشْمُلا

أي: صفاتها كذا وكذا فذكر أربعة يأتي ذكر أضدادها وعبر عن اثنين من الأربعة بلفظ المصدر وهما الجهر والانفتاح، وعن اثنين بلفظ الصفة وهما رخو ومستفل ولفظ الصفة في الأولين مجهورة منفتحة ولفظ المصدر في الآخرين رخاوة واستفال وبكل ذلك وقعت العبارة في كتب الأئمة والجهر ضده الهمس فالمجهورة تسعة عشر حرفا سميت بذلك من قولهم: جهرت بالشيء إذا أعلنته، وذلك أنه لما امتنع النفس أن يجري معها انحصر الصوت لها فقوي التصويت بها والمهموسة عشرة أحرف وهي ما عدا المجهورة سميت بذلك أخذا من الهمس الذي هو الحس الخفي وقيل: في قوله تعالى: {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} هو حس الأقدام ومنه قول أبي زيد في صفة الأسد:

يصير بالدجى هاد هموس

فالهمس الضعف فسميت مهموسة؛ لضعف الصوت بها حين جري النفس معها فلم يقو التصويت بها قوته في المجهورة، فصار في التصويت بها نوع خفاء؛ لانقسام النفس عند نطقها، والرخاوة ضدها الشدة، والانفتاح ضده الإطباق، والاستفال ضده الاستعلاء وسيأتي بيان كل ذلك، وقوله: فأجمل بالأضداد أشملا؛ أي: بمعرفة أضداد ما ذكرت يجتمع شمل جميع الحروف ويعرف صفاتها؛ لأن ما نذكره منها بصفة فالباقي بخلافه فجميع الحروف منقسمة إلى كل ضدين من هذه الأضداد الثمانية فهي أربع تقسيمات وأشملا جمع شمل وهو مفعول فاجمع.

1153-

فَمَهْمُوسُها عَشْرٌ "حَثَتْ كِسْفَ شَخْصِهِ" ... "أَجَدَّتْ كَقُطْبٍ" لِلشَّدِيدَةِ مُثِّلا

أي: مهموس الحروف عشرة أحرف وإنما أنث العدد على ما ذكرناه من شرح قوله: ثلاث بأقصى الحلق، ثم بين العشرة بأن جميعها في هذه الكلمات الثلاثة وقال غيره سحته كف شخص وقيل: كست شخصه فحث وقيل: ستشحكثك حصفه على الوقف بالهاء ومعنى ستشحثك ستردعك وحصفه اسم امرأة هكذا وجدته في حاشيتي كتاب أحسن من الجميع سكت فحثه شخص ثم جمع الحروف الشديدة من قوله: أجدت كقطب، وقال غيره: أجدت طبقك والفاء للتأنيث أو للخطاب، وقيل أيضا في جمعها: أجدك قطبت، وقوله: مثلا؛ أي: مثل هذا اللفظ وشخص لجميع الحروف الشديدة وسميت هذه الحروف شديدة؛ لأنها قويت في موضعها ولزمته ومنع الصوت أن يجري معها حال النطق بها؛ لأن الصوت انحصر في المخرج فلم يجر؛ أي: اشتد وامتنع قبوله للتليين بخلاف الرخوة فهذه الحروف الشديدة هي ثمانية: منها ستة من المجهورة ومنها اثنان من المهموسة التاء والكاف والستة الباقية مجهورة شديدة اجتمع فيها أن النفس لا يجرى معها ولا الصبوت في مخرجها وهو معنى الجهر والشدة جميعا.

1154-

وَمَا بَيْنَ رَخْوٍ وَالشَّدِيدَةِ "عَمْرُنَلْ" ... وَ"وَايٌ" حُرُوفُ الْمَدِّ وَالرَّخْوِ كَمَّلا

أي: وما بين حرف رخو والحروف الشديدة حروف قولك عمر نل؛ أي: هذه الحروف الخمسة لا رخوة ولا شديدة فهي بين القبيلين ولا ينبغي أن تكتب هنا بالواو لئلا تصير الحروف ستة وهو منادى مفرد حذف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015