146-

وفِى عَشْرِهَا وَالطَّاءِ تُدْغَمُ تَاؤُهَا ... وَفي أَحْرُفٍ وَجْهَانِ عَنْهُ تَهَلَّلا

أي والتاء تدغم في حروف الدال العشرة، وفي الطاء إلا أن من جملة حروف الدال العشرة التاء، فيكون إدغام التاء فيها من باب المثلين، وإنما لم يستننها لحصول الغرض مع الاختصار من غير إلباس، فإذا أسقطت التاء من العدد عددت الطاء عوضها فيكمل للتاء أيضا عشرة أحرف ولم يلق الدال طاء في القرآن فلهذا لم يذكر الطاء في حروفها، وكذا لم يلق التاء دالا في القرآن إلا والتاء ساكنة نحو: {أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} 1.

وذلك واجب الإدغام كما سيأتي فلهذا أيضا لم يذكر الدال في حروف التاء والهاء في عشرها للدال وفي تائها يجوز أن يكون للدال ويجوز أن يكون للعشر وأن يكون للحروف السابقة الستة عشر، وفي شرح الشيخ لك أن تعيد الضمير في عشرها على الأحرف السابقة التي للدال وهو مشكل فإنه من إضافة الشيء إلى نفسه وذلك غير جائز فمثال إدغام التاء في الطاء: {الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} 2، ومع السين: {بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} 3، ومع الذال: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} 4، ومع الشين: {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء} 5، ومع الضاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} 6، ولا ثاني له، ومع الثاء: {وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ} 7، ومع الزاي: {إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} 8، ومع الصاد: {وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} 9، ومع الظاء: {الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي} 10.

في النساء والنحل ليس غيره ومع الجيم:

{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} 11.

ولم يذكر في التاء ما ذكره للدال من كونها لم تدغم مفتوحة بعد ساكن؛ لأن التاء لم تقع كذلك إلا وهي حرف خطاب وهو قد علم استثناؤه نحو: {دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} 12، {أُوتِيتَ سُؤْلَكَ} 13.

إلا في مواضع وقعت فيها مفتوحة بعد ألف فهي على قسمين منها ما نقل فيها الخلاف، وهي الأربعة المذكورة في البيت الآتي، وهي المشار إليها بقوله: وفي أحرف وجهان عنه تهللا، والألف في تهللا ضمير الوجهين أي استنارا، وظهرا، ونقلا عن أبي عمرو، ومنها موضع واحد لا خلاف في إدغامه، وهو قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015