وقال العلامة الحفيد: المنقول عن المركب الإضافي لا يتعارف كونه اسم جنس وكثير من أسماء العلوم مركبات إضافية.
وقد خطر ببالي أنه يجوز أن يجعل وضع أسماء العلوم من قبيل وضع المضمرات باعتبار خصوص الموضوع وعموم الوضع ولا غبار على هذا التوجيه إلا أنه لم يتعارف استعمالها في الخصوصيات.
وينبغي أن يعلم أن لزوم الموضوع والمبادئ والمسائل على الوجه المقرر إنما هو في الصناعات النظرية البرهانية وأما في غيرها فقد يظهر كما في الفقه وأصوله وقد لا يظهر إلا بتكلف كما في بعض الأدبيات إذ ربما تكون الصناعة عبارة عن عدة أوضاع واصطلاحات وتنبيهات متعلقة بأمر واحد بغير أن يكون هناك إثبات أعراض ذاتية لموضوع واحد بأدلة مبنية على مقدمات هذه فائدة جليلة ذكرها السعيد التفتازاني الشافعي في شرح المقاصد ينتفع بها في مواضع.
منها: جواز أن يحال تصور المبادئ التصورية في علمه على علم آخر.
ومنها: جعل اللغة والتفسير والحديث وأمثالها علوما إلى غير ذلك
وأما موضوعات العلوم فقد ألف فيها جماعةز
منهم: الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي ألف كتابا أورد فيه ستين علما وسماه حدائق الأنوار في حقائق الأسرار والشيخ جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني المتوفى سنة ثمان وتسعمائة ألف كتابا أورد فيه عشرة من العلوم وسماه أنموذج.
والشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي ألف كتابا أيضا وذكر في فواتحه طرفا من العلوم وأورد فيه عجائب وغرائب لم تسمعها آذان الزمان حتى بلغت مقدار مائة علم وذكر فيها أقسام العلوم الشرعية والعربية.
والشيخ لطف الله بن حسن التوقاني المقتول في سنة تسعمائة ألف للسلطان يا يزيد كتابا جمع فيه نبذا من العلوم وهو مختصر ثم شرحه وسماه المطالب الإلهية وفيها رسالة للشيخ محيي الدين محمد بن خطيب قاسم.
وللشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي كتاب جمع فيه أربعة عشر علما وسماه النقاية ثم شرحه وسماه إتمام الدراية.
وتوفي سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
والشيخ محمد أمين بن صدر الدين الشرواني المتوفى سنة ست وثلاثين وألف جمع كتابا للسلطان أحمد العثماني أورد فيه ثلاثة وخمسين علما من أنواع العلوم العقلية والنقلية وسماه: الفوائد الخاقانية الأحمد الخانية ورتبه على مقدمة وميمنة وميسرة وساقة وقلب على نحو ترتيب جيش السلطان.
المقدمة: في ماهية العلوم وتقسيمه.
القلب: في العلوم الشرعية.
والميمنة: في العلوم الأدبية.