323 هـ (934 م) إلى أحياء العطارين وباعة المروخ والصاغة وغيرهم، وكان في الوسع مشاهدة آثارها بعد ذلك بسنين عديدة (الصولى: الراضى، ص 68).

وكان عهد بنى بويه شديد الوطأة بعض الشيء على بغداد. وأصلح معز الدولة عام 335 هـ (946 م) أول الأمر بعض القنوات في بادوريّا، وأدى هذا إلى تحسين أحوال المعيشة (مسكويه، جـ 2، ص 165). وأعقبت هذا فترة من الإهمال، وأصبح كثير من القنوات التي كانت تروى غرب بغداد خرابًا. وقام عضد الدولة (367 - 372 هـ = 977 - 982 م) بتطهيرها، وأعاد بناء القناطر والأهوسة (مسكويه، جـ 2، ص 406؛ جـ 3، ص 69؛ ابن الأثير، جـ 8، ص 518)، ولا نسمع بعد ذلك شيئًا عن مثل هذه الجهود.

وكانت أعمال البناء محدودة. وفي عام 350 هـ (961 م) شيد معز الدولة قصرًا كبيرًا عند باب الشماسية وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا وبه رصيف ميناء وبساتين جميلة. واستولى على الأبواب الحديدية السبعة للمدينة المدورة من أجل هذا القصر، وأنفق حوالي مليون دينار ((11 مليون درهم). ومهما يكن من شيء فإن هذا القصر هدم عام 418 هـ (1027 م؛ التنوخى: نشوار المحاضرة، جـ 1، ص 70 - 71؛ ابن الأثير، جـ 8، ص 397 - 398؛ جـ 9، ص 256). وأعاد عضد الدولة بناء بيت سَبُكْتَكين، حاجب معز الدولة في المخرم العليا، وأضاف إليه بساتين واسعة، وجلب إليه الماء بشق قنوات من نهر الخالص، وأنفق على ذلك أموالا طائلة، وأصبح دار الإمارة أو المقر الرسمى لبنى بويه (الخطيب البغدادي، ص 58 - 59؛ ابن الجوزي، المنتظم، جـ 7، ص 77 - 78؛ مسكويه، جـ 3، ص 124).

ووجد عضد الدولة أن بغداد قد أصبحت شائهة المنظر، فأمر بتجديد بيوتها وأسواقها وأنفق الكثير من الأموال لأعادة بناء مساجدها الجامعة، ورمم الأرصفة على ضفاف نهر دجلة وأمر الأثرياء بترميم بيوتهم على نهر دجلة، وغرس البساتين في الخرائب التي لا مالك لها. ووجد أن القنطرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015