هذا معنى بديع في طلّ الشقائق لم يُسبق إليه، وذلك ان الحكماء قالوا:

إن لون الماء لون إنائه، فلما كانت الشقائق كالإناء لطلّها ظهر عليها أحمر كالدم.

618 - الخباز البلدي (?) :

وروضةٍ بات ساري الطلِّ ينسجُهَا ... حتى إذا التحمتْ أضحى يُدَبِّجها

يبكي عليها بكاءَ الصبِّ فارقه ... إلفٌ فيضحكها طوراً ويبهجها 619 - التنوخي:

ونرجسٍ كأنّه نواظرٌ ... يَقْطُرْنَ عذباً بارداً على الظما

إذا بدا الطلُّ عليه خِلْتَهُ ... غرقى عيونٍ في بحورٍ من بكا 620 - السَّروي (?) :

غدونا على الروضِ الذي طَلَّهُ النَّدى ... سُحَيْراً (?) وأودج الأباريق تُسْفَكُ

فلم أرَ شيئاً كان أحسنَ منظراً ... من النَّوْرِ (?) بجري دمعُهُ وهو يضحك 2 - الصيف:

621 - هو أحدّ الفصول، وأكثرها أمراضاً وإضعافاً للقوى والأفعال، مع كثرة خشاش الأرض والذباب وَكَرْبِ الأنفاس فيه، بركود الهواء وعدم الالتذاذ للطعام والشراب، لضعف الهضم وقلة برد الماء، وكذلك النكاح يعظم ضرره فيه.

وإنما يُحْمَدُ من الصيف فاكهته وهي سبب استقامته، وأما معاقرو الشراب فالصيف عندهم عذاب لما يولّده الشراب فيه من إسخان البدن وإحماء المزاج، فهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015