قصيرا يسمى لقصره بظير العناق فَقَالَ: ليتني كنت بينهما فقد فضحنا هذا بقصره.

قالوا: وكتب الحجاج إلى عَبْد الْمَلِكِ: «أما بعد فالحمد لله الَّذِي حفظ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، إني لما نزلت منزلي من رستقاباذ وثب علي أَهْل العراق فخالفوني ونابذوني، ودخل فسطاطي، وانتهبت أموالي، وقالوا اخرج من بلادنا إِلَى من بعثك إلينا، ففارقني البعيد، وأسلمني القريب، ويئس مني الشفيق، فشددت عليهم بسيفي، ولقيتهم بشيعتي، وقلت الموت قبل البراح، فو الله مَا رمت العرصة حَتَّى جعل اللَّه لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ منهم أنصارا، فضربت بمقبلهم مدبرهم وبمطيعهم عاصيهم، فقتل اللَّه عز وجل طاغية القوم عدو اللَّه ابْن الجارود، وثمانية عشر من رؤوسهم، وضرب اللَّه عز وجل وجوههم، فأخذوا شرقا وغربا، ثُمَّ إني آمنت النَّاس غائبهم وشاهدهم، فتراجعوا واجتمعوا وألحقت النَّاس بأمصارهم، ولله الحمد كثيرا، والسلام» .

فكتب إِلَيْهِ عَبْد الْمَلِكِ: «أما بعد فقد بلغني كتابك، وأنت الناصح النجيب الأمين بالغيب القليل العيب، فإذا رابك من أَهْل العراق ريب فاقتل أدناهم، يرعب منك أقصاهم والسلام» .

وَقَالَ الْمَدَائِنِيّ: أتي الحجاج بخليفة بْن خالد بْن الهرماس وقد ضرب عَلَى وجهه، فَقَالَ لَهُ الحجاج: من أنت؟ قَالَ: أحد الكفرة الفجرة، قَالَ:

خلوا سبيله، فَقَالَ لَهُ سويد بْن صامت العجلي هذا الَّذِي يقول:

فلله حجاج بْن يُوسف حاكمًا ... أراق دماء المسلمين بلا جرم

فأمر بخليفة فقتل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015