قراءة في كتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) مقال للدكتور محمد منير الجنباز

ـ[السراج]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:00 م]ـ

قراءة في كتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج)

مقال للشيخ د. محمد منير الجنباز

صحيفة الجزيرة:

الكتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) لكاتبه حمدي بن حمزة أبوزيد، وعدد صفحاته - 543 - من القطع المتوسط، فإنه لم يمض كبير وقت على إصدار الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام -1425هـ- حتى أطلت علينا الطبعة المنقحة والمحدثة -1428هـ- وخلاصة الكتاب أن المؤلف - حفظه الله - قد توصل إلى حل لغز شخصية ذي القرنين التي أحدثت عند المفسرين جدلاً حول شخصيته الحقيقية التاريخية ومسقط رأسه ومكان العمل الجبار الذي حجز خلفه قوم يأجوج ومأجوج وأعني به السد العظيم.

لقد أطل علينا الكاتب بهذا الكتاب وقد عرته نشوة الفوز في حل هذا اللغز الذي عجز عن حله السابقون، يقول في مقدمة الكتاب: (ولم يدر في خلدي أبداً بأني سأكون في يوم من الأيام واحداً من الباحثين في هذا الموضوع، ولكن مشيئة الله شاءت أن أسير في درب قادني إلى البحث في قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج ومغرب الشمس ومطلع الشمس وما ارتبط بهذه الموضوعات من أحداث واستكشافات .. فبعون الله وتوفيقه تمكنت من فك سر يأجوج ومأجوج .. ومن خلل ذلك تكشفت لي إحدى أجمل مخرجات هذا البحث والمتمثلة في الوصول إلى أدلة قوية تثبت أن ذا القرنين ما هو إلا الملك المؤمن (أخناتون) أحد ملوك مصر .. كما توفرت أدلة قوية على أن أختاتون أي (ذو القرنين) هو ابن الفرعون (أمنحوتب) الثالث الذي تبع موسى عليه السلام حتى البحر ليمنعه من الخروج بقومه إلى صحراء سيناء فأغرقه الله هو وجنده في اليم .. وتوفرت أدلة على أن (الرجل المؤمن) الذي جاء ذكره في سورة غافر والذي كان يدافع عن موسى عليه السلام في بلاط فرعون - أمنحوتب الثالث - إنما هو أخناتون ابن ذلك الفرعون وأنه هو ذو القرنين بعينه).

هذا مقتطف مما جاء في مقدمة الطبعة الأولى. وفي الطبعة الثانية يركز على تاريخ الفراعنة وعلى أخناتون بالذات، يقول: إن هذا الكتاب في طبعته المنقحة يروي قصة ذلك الطفل أمنحوتب الرابع أخناتون ذي القرنين، كما يرجع فكرة معاصرة أربعة من الفراعنة لموسى عليه الصلاة والسلام؛ فرعون التبني وفرعون التربية في الصبا وفرعون التربية في المرحلة التالية وفرعون الدعوة والغرق).

أقول: أريد أن أركز على مناقشة بعض ما ورد تاركاً كثيراً من فصول الكتاب التي لا يستقيم منهجها ففيما سأذكره فيه الغناء لبيان أخطاء هذا الكتاب آخذاً بالأهم فإذا جليتُها تهافت غيرها، وقبل البدء سأضع مقدماً صفات ذي القرنين التي وردت في القرآن.

- التمكين له في الأرض بالقوة والغلبة.

- مده بأسباب القوة والتمكين الروحية والمادية بمعنى منحه قوة خارقة.

- طاف الأرض من مغربها إلى مشرقها، ثم عرّج على قوم يأجوج ومأجوج.

- مؤمن يحمل رسالة، وملهم دون إلهام النبوة.

- يجازي بالحسنى من أحسن ويعاقب من كفر وأساء، مع وعيده لمن أساء بعذاب ينتظره من الله تعالى في الآخرة.

- بنى السد بقوة وهندسة خارقة من حديد أذابه بالفحم وسكب فوقه النحاس المذاب تقوية له وقيل بناه طبقات طبقة من الحديد وأخرى من النحاس إلى أن ارتفع.

درس المؤلف تاريخ الفراعنة فوقر في قلبه أن الأسرة الثامنة عشرة هي التي خرج منها ذو القرنين واختار من هذه الأسرة أخناتون، فاضطر لأن يقول إن موسى عليه الصلاة والسلام عاصر أربعة من الفراعنة لأنه لم يجد لواحد منهم في التاريخ مدة حكم تساوي مدة حياة موسى عليه الصلاة والسلام في مصر فاضطر لأن يقول: فرعون الميلاد وفرعون المعيشة علماً بأن فرعون موسى هو نفسه من الولادة وحتى الغرق لينال جزاء ما فعل من ذبح الأطفال إلى الكفر والتنكيل وادعاء الألوهية وكذلك لتتحقق رؤياه من مولود بني إسرائيل الذي سيدمر ملكه على يديه وهو موسى عليه الصلاة والسلام .. ثم وصل المؤلف إلى أمنحوتب الثالث والد أخناتون الذي سماه فرعون الغرق ثم خلفه أمنحوتب الرابع وهو أخناتون الذي هو ذو القرنين وهيأ له أسباب الإيمان فهو مؤمن آل فرعون وهو الذي غير نمط العبادة في مصر وأمر بالتوحيد مخالفاً الكهنة ثم يستشهد له بأناشيد قال إنها الأصل لمزامير دواد فيما بعد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015