هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Sep 2009, 07:04 م]ـ

الأخ الفاضل بكر الجازي

سلام الله عليك

تهافات .. سقوط ..... عبارات أقول إنها طنانة كما يقولون.

ليتنا أخي الكريم نتخلى عن مثل هذه العبارات التي ليس لها أثر في تقرير المسائل العلمية وبخاصة إذا كانت فارغة من المضمون وأيضا موجهة إلى علماء لهم مكانتهم وجهودهم في خدمة الإسلام ولا أدعي لأحد العصمة فكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

شكر الله لك نصحك أخي الحجازي، ويعلم الله أني لم أرد بهذا الانتقاص من أحد، ولا الزراية به، وإنما أقرر حقيقة كل ما يسمى بالتفسير العلمي (التجريبي) بعد أن درستها دراسة أحسب أنها مستفيضة. ولا بأس في استخدام هذه الكلمة (تهافت) وأنا أزعم أنها أدق ما يوصف به التفسير العلمي والإعجاز العلمي (التجريبي)، فإنك لو تأملت ما يأتي به أرباب الإعجاز العلمي (التجريبي)، وعرضته على شيء من فقه اللغة وأصول الفقه، عرفت أنه ليس إلا تهافتاً.

ثم اعلم أن في المنكرين للإعجاز العلمي، والتفسير العلمي (التجريبي) علماء أجلاء حسبنا منهم الإمام الشاطبي رحمه الله.

ما ذكرته بخصوص الآية فإن الله تبارك وتعالى أخبر أنه يجعل صدر الكافر الذي كتب الله عليه الضلالة " ضيقا حرجا" وهذه صورة معقولة يفهمها السامع ثم شبهها بصورة متخيلة ولكنها معقولة وهي قوله" كأنما يصعد في السماء"، والتصعد أو الصعود إلى السماء هو الصعود إلى العلو، والمخاطبون بهذا القرآن ابتداء هم أهل مكة

وإدراك هذا التشبيه أمر ممكن وميسور لهم بسبب طبيعة بلدهم الجبلية، فإن الصاعد في الجبل كلما ارتفع كلما ضاق صدره وصعب تنفسه وزادت ضربات قلبه، لكن هل كان أهل مكة يدركون سر هذا الضيق والحرج عند صعود الجبال وأن ذلك بسبب نقص الأكسجين؟ بالتأكيد لا.

فلما ظهرت الكشوف العلمية وتبين أن حياة الإنسان تتوقف على وجود غاز الأكسجين في الهواء ,وأن الإنسان كلما ارتفع إلى طبقات الجو العليا كلما قل غاز الأكسجين ويصبح تنفس الإنسان بصعوبة حتى يصل إلى مرحلة ينعدم فيه الأكسجين ومن ثم يحصل الاختناق.

وبهذا تبين أن الآية تخفي في ثنايها دلالة على آية كونية لم تكن معروفة للإنسان وهي شاهد على صدق هذا القرآن وأنه من عند الله تعالى الذي اتقن كل شيء.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ولو سلمنا لك هذا الوجه في تفسير الآية، فإنه حجة عليك، بيان ذلك أن أهل مكة - على الوجه الذي ذكرتَه- كانوا يعرفون أن الصاعد في الجبل كلما ارتفع ضاق صدره، وصعب تنفسه، وكان لهم عهد بهذا المعنى، وما أتت به الآية لا يزيد على هذا!

إذ ليس في الآية ذكر للأكسجين ولا للهواء، وليس فيها بيان أن السبب في ضيق الصدر هو نقصان الأكسجين، فكيف تزعم أن هذا هو المقصود بالآية؟ أو أن الآية دلت عليه أو أشارت إليه؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Sep 2009, 08:11 م]ـ

ولو سلمنا لك هذا الوجه في تفسير الآية، فإنه حجة عليك، بيان ذلك أن أهل مكة - على الوجه الذي ذكرتَه- كانوا يعرفون أن الصاعد في الجبل كلما ارتفع ضاق صدره، وصعب تنفسه، وكان لهم عهد بهذا المعنى، وما أتت به الآية لا يزيد على هذا!

إذ ليس في الآية ذكر للأكسجين ولا للهواء، وليس فيها بيان أن السبب في ضيق الصدر هو نقصان الأكسجين، فكيف تزعم أن هذا هو المقصود بالآية؟ أو أن الآية دلت عليه أو أشارت إليه؟

الأخ الفاضل بكر

هذه خلاصة كلام المفسرين كما أوردها بن كثير رحمه الله تعالى:

"وقال مجاهد والسدي: (ضيقا حرجا) شاكا. وقال عطاء الخراساني: (ضيقا حرجا) ليس للخير فيه منفذ. وقال ابن المبارك، عن ابن جريج (ضيقا حرجا) بلا إله إلا الله، حتى لا تستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه.

وقال سعيد بن جبير: يجعل صدره (ضيقا حرجا) قال: لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا.

وقال السدي: (كأنما يصعد في السماء) من ضيق صدره.

وقال عطاء الخراساني: (كأنما يصعد في السماء) يقول: مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد [ص: 337] في السماء. وقال الحكم بن أبان عن عكرمة، عن ابن عباس: (كأنما يصعد في السماء) يقول: فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه، حتى يدخله الله في قلبه.

وقال الأوزاعي: (كأنما يصعد في السماء) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما.

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه. يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته. "

وأنت ترى أن جميع الأقوال لم تأت بما يشفي الغليل في بيان العلاقة بين المشبه والمشبه به، والعلم الحديث كشف لنا ما يمكن أن نفهم من خلاله هذا التشبيه على وجهه الصحيح.

والذي يرفض هذا التفسير الذي تتوافق فيه سنن الله المحكمة في الكون وآيات كتابه الحكيم، فليأت بقول في الآية يقبله العقل وتطمئن له النفس.

وفق الله الجميع لفهم كتابه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015