" اعلم أن من الفوائد أن من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض، ويتشبث بعضه ببعض لئلا يكون مقطعاً متبراً، وهذا بشرط أن يقع الكلام في أمر متحد، فيرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط أحد الكلامين بالآخر، ومن ربط ذلك فهو متكلف لما لم يقدر عليه إلا بربط ركيك يُصان عن مثله الحديث فضلاً عن أحسنه، فإن القرآن نزل على الرسول ـ عليه السلام ـ في نيف وعشرين سنة، في أحكام مختلفة، شرعت لأسباب مختلفة غير مؤتلفة، وما كان كذلك لا يتأتي ربط بعضه ببعض، إذ ليس يحسن أن يرتبط تصرف الإله في خلقه وأحكامه بعضه ببعض مع اختلاف العلل والأسباب ....... ".

ولم يقف أحد من الباحثين ـ فيما علمت ـ عند هذا القول ليسأل عن باعثه، والمقصود به، ويبدو لي أنه يقصد واحداً من هؤلاء الثلاثة، أو يقصدهم كلهم، وقد ذكر عن العز موقف الحرالي:

قال المقري في ترجمته (2): " ووقع بينه وبين الشيخ العز بن عبد السلام شيء طلب عز الدين أن يقف على " تفسيره"، فلما وقف عليه قال: أين قول مجاهد؟ أين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015