فثبتت في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) الأنبياء.

سؤال عن تماثيل قائمة، قد استمر المشركون على عبادتها؛ فثبتت لذلك ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ.

أما هذه التماثيل فهي من المصنوعات التي لم يحرمها الله تعالى، وحددها ماهيتها سليمان عليه السلام في طلبه منهم لصناعتها، وبعد الانتهاء من صناعة ما طلبه منهم، وانقطاع عملهم في صناعتها؛ أمر آل داوود بالشكر لله، وعلى ذلك كان حذف ألفها بالإضافة إلى كونها جمعًا لم يذكر اختلاف وتمايز بين أفراده.

بسم الله الرحمن الرحيم

[ color="darkorange"] الكلمة الثامنة عشرة

حذف وإثبات ألف عظام

وردت "العظام" معرفة بالألف واللام في ثلاثة مواضع؛ ثبتت في موضع، وحذفت في موضعين؛

في قوله تعالى: (وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259) البقرة.

العظام في هذا الموضع هي عظام حمار الذي مر على القرية، وأماته الله مائة عام ثم بعثه؛ فصاحبها معروف، وطال عمرها بإعادة إحياء صاحبها؛ فعلى ذلك كان إثبات ألفها.

وأما الموضعان اللذان حذفت فيها الألف فهي عظام لم يحدد صاحبها، فهي مجهولة؛

في قوله تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) يس.

وفي قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون.

فهي عظام مجهولة غير معروف صاحبها لتتميز عن بقية العظام، وعلى ذلك كان حذف ألفها.

وثبتت الألف في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) القيامة.

أي عظامه هو وليست عظام غيره، فهي معروفة لديه ومحددة بنسبتها إليه، وهي قائمة فيه وهو يخاطب بهذه الآية؛ والحديث عن جمعها كما هي مجموعة اليوم فيه؛ فثبتت لذلك ألفها.

وقد جاءت العظام منصوبة في تسعة مواضع؛

في قوله تعالى: (وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) الإسراء.

وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) الإسراء

وفي قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا ءاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون

وفي قوله تعالى: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) المؤمنون

في قوله تعالى: (قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) المؤمنون

وفي قوله تعالى: (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) الصافات

وفي قوله تعالى: (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ (53) الصافات

وفي قوله تعالى: (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) الواقعة

وفي قوله تعالى: (أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) النازعات

والعظام في جميع هذه المواضع؛ إما عظامًا بالية ونخرة، والقائلين جمع وليس أفراد، أو لأحد النطف المجهولة التي لم يحدد من هو صاحبها، وإن كانت صورة تتكرر مع خلق كل إنسان؛ فسقطت الألف فيها لذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة التاسعة عشرة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015