ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:58 ص]ـ

طرح أخي عبد الله جلغوم طرح جيد، والنقد أمر مهم؛ فهو يقوي الدراسات وينضجها ولا يهدمها ما دامت قد بنيت على الحقائق الثابتة، وشكر الله لجميع الأخوة جهودهم ونقدهم وتساؤلاتهم

وأنا لدي البعض التساؤلات للمدارسة أيضا؛ وهي كالآتي:

- لماذا الرقم 57 بالذات؟! الإجابة طبعا لأنه نصف 114 سورة؛ وهي سور القرآن كلها، وهذا صحيح، لكن لماذا القسمة على النصف بالذات؟! لماذا لا تكون القسمة على ربع أو ثلث أو سدس أو سبع؟ وجزيت أخي جلغوم خيرا على جهودك الطيبة في محاولة ضبط الدراسات العددية

لماذا العدد 57؟

إن من أهم خصائص العدد 114 وهو العدد الذي اختاره الله سبحانه عددا لسور كتابه الكريم أنه يقبل القسمة على 2 دون باق (114 ÷ 2 = 57) وأن ناتج القسمة (أي العدد 57) عدد من مضاعفات الرقم 19 (57 = 19 × 3)، كما أن العدد 114 هو من مضاعفات الرقم 19 (114 = 19 × 6). هذه الخاصية في العدد 114 تسمح بقسمة سور القرآن إلى نصفين متماثلين باعتبارات متعددة ..

(توضيح: العدد 114 يساوي 2 × 57، يسمح بالقسمة إلى نصفين متماثلين، إلى عددين من مضاعفات الرقم 19 (57 = 19 × 3).

العدد 133: عدد من مضاعفات الرقم 19 (133 = 7 × 19) ولكنه لا يسمح بالقسمة إلى نصفين متماثلين ..

العدد 152: عدد من مضاعفات الرقم 19 (8 × 19) يسمح بالقسمة إلى نصفين (152 ÷ 2 = 76) كل منهما من مضاعفات الرقم 19 (76 = 4 × 19).

والسؤال: لماذا العدد 114؟)

ليس من الصعب ملاحظة أن العدد 114 – باعتبار قانون الزوجية – يتألف من 57 عددا فرديا، و 57 عددا زوجيا. وهذه من خصائص العدد التي لا يمكن وصفها بالتكلف أو التحايل أو الانتقائية، أو أنها مما لم يعرفه السلف الصالح، فهي – كما قلنا – إحدى خصائص العدد 114، أي أنها موجودة فيه قبل أن ينزل القرآن.

وهكذا لو قال قائل: إن عدد سور القرآن فردية الترتيب 57 سورة، وإن عدد سور القرآن زوجية الترتيب 57 سورة، فذلك أمر طبيعي جدا، ولن تكون سور القرآن على غير ذلك، وليس في ذلك شيء من الإعجاز. ولكن إذا قال: إن عدد سور القرآن المتجانسة 57 سورة، وعدد سور القرآن غير المتجانسة 57 سورة، فالموضوع مختلف تماما، وهنا يكمن الإعجاز .. إذ كيف نفسر مجيء سور القرآن – بالاعتبار الجديد – (وقد أطلقت عليه مصطلح نظام التجانس وقانون الحالات الأربع لسور القرآن) 57 و 57؟ أي وفق العلاقة الطبيعية المجردة في العدد 114؟

وكذلك إذا قال: إن عدد سور القرآن الطويلة 57 وعدد سور القرآن القصيرة 57.

التفسير هو: لقد روعي في تحديد مواقع سور القرآن وأعداد آياتها،نظام عددي يؤدي إلى قسمة سور القرآن إلى مجموعتين هما 57 و 57، وفق العلاقات المجردة في العدد 114، باعتبارات متعددة، مع التنبه إلى أن التماثل هنا في مجموعات السور هو في العدد، ولكن السور في كل مجموعة مختلفة عن الأخرى ..

وتستمر مراعاة القرآن في ترتيب سوره وآياته للعلاقات المجردة في العدد 57 .. فالعدد 57 يتألف من 29 عددا فرديا و 28 عددا زوجيا ..

(تتألف سلسلة الأعداد من 1 – 57 من 29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا، وتتألف سلسلة الأعداد من 58 – 114 من 29 عددا زوجيا + 28 عددا فرديا) هذه علاقات طبيعية في العدد ومن أهم خصائصه، التي لا يمكن التشكيك فيها، بل إن المجادلة هنا تدل على الجهل والمكابرة.

والسؤال: هل راعى القرآن هذه الخصائص في العدد 57 في ترتيب سوره وآياته؟

الجواب نعم ..........

فقد اختار الله من بين سور القرآن 29 سورة افتتحها بحروف مقطعة، ليس مثلا 30 أو 27. من أين جاء العدد 29؟ العدد 29 مرتبط بمجموعة محددة من الأعداد في السلسلة 1 – 114.

التساؤل هنا: لماذا لم يكن عدد سور الفواتح غير العدد 29 يصبح جدلا عقيما.

وتستمر مراعاة القرآن للعلاقات العددية المجردة في العدد 29 وارتباطه بالعددين الرئيسين 57 و 114 وفق نظام محكم .. .............

خلاصة القول: العدد 114 هو أساس العلاقات الرياضية جميعها في القرآن الكريم. أما تفصيل ذلك، فموضوعه كتاب وليس مقالة.

ولعلنا هنا نفهم العلاقة العددية بين الآيتين 31 المدثر و 217 البقرة، بصورة أفضل. فكل منهما مؤلفة من 57 كلمة. واحدة في مجموعة السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف (1 – 57)، والأخرى في مجموعة السور الـ 57 الأخيرة (58 – 114)، مع ملاحظة انه لا توجد آية ثالثة من بين آيات القرآن مؤلفة من 57 كلمة غيرهما. فكأن كلا منهما تشير إلى النصف عدديا. لم يكن تحديد الآيتين بناء على الطول وإنما على ارتباطهما بالعدد 57 .. مسألة الطول (عدد كلمات أطول آية في القرآن 128 كلمة) هي مسألة أخرى.

لماذا لا تكون القسمة على ربع أو ثلث أو سدس أو سبع؟

العدد 114 يقسم كذلك على 6 (114 = 19 × 6)، كما أن كلا العددين 114 و 57 يقسمان على 3. (57 = 19 × 3)، (114 = 38 × 3) (114 = 2 × 19 × 3). ولكل ذلك دوره في نظام القرآن العددي.

مع فائق الاحترام والتقدير

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015