أخرج البيهقي في شعب الإيمان (5194): أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبور الدهان، أنا الحسين بن محمد بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا يوسف بن بلال، ثنا محمد بن مروان، عن أبي صالح في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} يعني باطل الحديث بالقرآن.

قال ابن عباس: وهو النضر بن الحارث بن علقمة يشتري أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم، فرواه من حديث الروم وفارس ورستم وأسفنديار والقرون الماضية وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام ويكذب بالقرآن فأعرضت عنه فلم يؤمن به.

موضوع

محمد بن مروان بن عبد الله السدي الصغير

قال جرير: محمد بن مروان كذاب

وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة

وقال يحيى بن معين: ليس بثقة

وقال مرة: ليس بشيء

وقال السعدي: ذاهب

وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث

وقال البخاري: لا يكتب حديثه

وقال الدارقطني: ضعيف

وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا ولا الاحتجاج به بحال. ـ ويوسف بن بلال لم أجد له ترجمة.

• من أقوال العلماء في الآية:

العلماء في الآية كانوا على حسب ما ورد من آثار فيها، وكل واحد رجح بما رآه صحيح في ذلك، وإليك بعضا من أقوالهم:

1 ـ هذا ما وقع في تفسير هذه الآية عن السلف، وقد استدل البخاري بعموم الباطل في الآية فقال في صحيحه:

باب: كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله

ومن قال لصاحبه تعال أقامرك، وقوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)

قال الحافظ في الفتح (11/ 91):

وذكر بن بطال: أن البخاري استنبط تقييد اللهو في الترجمة من مفهوم قوله تعالى: {ليضل عن سبيل الله} فان مفهومه أنه إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذموما. وكذا مفهوم الترجمة أنه إذا لم يشغله اللهو عن طاعة الله لا يكون باطلا؛ لكن عموم هذا المفهوم يخص بالمنطوق فكل شيء نص مما يلهي يكون باطلا، سواء شغل أو لم يشغل.

وكأنه رمز إلى ضعف ما ورد في تفسير اللهو في هذه الآية بالغناء وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن الحديث .. وفيه: وفيهن أنزل الله: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) .. الآية. وسنده ضعيف.

واخرج الطبراني عن بن مسعود موقوفا: اللهو في هذه الآية بالغناء وفي سنده ضعف أيضا. أ ـ هـ

2 ـ ابن حزم:

قال رحمه الله في كتابه (المحلى: 9/ 60):

لا حجة في هذا كله لوجوه:

أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم

والثاني: أنه قد خالف غيرهم من الصحابة والتابعين

والثالث: أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها لأن فيها: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6] هذه صفة من فعلها كان كافرا بلا خلاف إذا اتخذ سبيل الله تعالى هزوا، ولو أن امرأ اشترى مصحفا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرا، فهذا هو الذي ذم الله تعالى وما ذم قط عزوجل من اشترى لهو الحديث ليلتهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالى فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا، وكذلك من اشتغل عامدا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن أو بحديث يتحدث به أو ينظر في ماله أو بغناء أو بغي ذلك فهو محمود عاص لله تعالى، ومن لم يضيع شيئا من الفرائض اشتغالا بما ذكرنا فهو محسن. أ ـ هـ

خلاصة القول في الآية:

الآية لا يجوز تضييق معناها في معنى واحد فقط، بل هي تشمل كل معنى يؤدي إلى الضلال والبعد عن منهج الله وطاعة الله تعالى.

والغناء الذي يؤدي بدوره إلى الفسق والفجور وإثارة الغريزة بالتشبيب بالنساء ونحو ذلك مما هو مشاهد في عصرنا اليوم من مرئيات ومسموعات فيها كل الفجور والفسق، هو من لهو الحديث.

أما الغناء الذي من شأنه شحذ الهمم للجهاد أو طاعة الله تعالى أو العمل المباح، كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يدخل في لهو الحديث. والكلام في ذلك يطول شرحه.

هذا ما أردت ذكره فإن كنت وفقت فمن فضل الله عليَّ ومنِّه وكرمه، وإن أخفقت فمن نفسي والشيطان. وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

وكتبه

أبوحسام الدين

ـ[بوعوف الحنفي]ــــــــ[05 Feb 2009, 01:24 م]ـ

جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك وشكرًا على مجهودك

ـ[أبوحسام الدين]ــــــــ[08 Feb 2009, 07:37 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أخي بوعوف الحنفي على مروره ودعائه، وشكرا لمن قرأ الموضوع، وبارك الله فيكم وفي أعمالكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015