تارة يذكر أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ابتداءا وتارة تبعا، بعد ذكر ما جاء في تفسير الآية من الكتاب والسنة. وفي بعض المواضع التفسيرية القليلة يذكر القول الواحد للصحابي أو التابعي. أما في الغالب فيركز رحمه الله على أقوالهم المجموعة، المتتابعة عند اتفاقهم أو اختلافهم. وأحيانا يجمع أو يرجح إذا كان الاختلاف واسعا. ولم يشذ عن المسلك هذا إلا في مواضع معدودة.

أ. بيان الآية ابتداء.

في قوله تعالى: ?هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ? الرعد الآية:12 ذكر رحمه الله هنا أقوال التابعين فقط فقال:

" فعن الحسن البصري قال:" الخوف لأهل البحر والطمع لأهل البر". وعن الضحاك قوله:" الخوف من الصواعق والطمع في الغيث". وقال قتادة: "خوفا للمسافر، يخاف أذاه ومشقته. وطمعا للمقيم، يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله ".

ب. بيان الآية تبعا:

في قوله تعالى: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ? الأنبياء الآية:35 ذكر رحمه الله ما جاء في القرآن الكريم، ثم أتبعه بما جاء عن الصحابة فقال: " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أي نبتليكم بالشر والخير فتنة بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية، والهدى والضلال ".

ج. بيانه للآية بالأقوال المختلفة:

في قوله تعالى: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ? النحل الآية:97.

ذكر رحمه الله هنا تفسيرات عدة متباينة من أقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا.

قال رحمه الله:" روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب. وعن علي أنه فسرها بالقناعة. وقال الضحاك هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا. وفي رواية له قال هي العمل بالطاعة والانشراح بها ... "

ثم جمع رحمه الله بين هذه الأقوال بقوله: " والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله" وذكر بعض الأدلة على ذلك.

3 - بيان الإجمال:

معالم منهجه في بيان الإجمال:

• اعتمد رحمه الله على أقوال الصحابة والتابعين في بيان مجمل القرآن.

• ركز المؤلف رحمه الله على هذا اللون من البيان، وبذل فيه قصارى جهده.

• كان في الغالب ما يقوي ويعضد به، البيان القرآني للقرآن أو البيان بالسنة.

مثال ذلك: في قوله تعالى: ?مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ? الحج الآية:78. فقد وقع إجمال بسبب الاحتمال في الضمير ''هو'' على من يعود؟

ونلاحظ أن المؤلف رحمه الله رجح قول ابن عباس ومجاهد وعطاء والضحاك والسدي ومقاتل بن حيان .. بأن الضمير يعود على الله لا على إبراهيم. وذكر لذلك أدلة عديدة.

4 - اعتراضاته:

• كان رحمه الله مدققا ومحققا ومصوبا لا ناقلا وراويا فحسب.

• كان رحمه الله يعتمد فقط على ما وافق الكتاب والسنة ويرد ما خالفهما.

ومن أمثلة إعتراضاته رحمه الله: عند تفسيره لقوله تعالى: ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ? المائدة الآية26

اعترض رحمه الله على قول الحسن البصري في تفسير الآية، من أن الر?جلين المذكورين فيها هما رَجلان من بني إسرائيل ورجح أنهما هابيل وقابيل. وذكر لذلك أدلة وشواهد من القرآن والعقل.

وفي قوله تعالى أيضا: ?إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ? النمل الآية: 80. قال رحمه الله " اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه، هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلمهم، وأن قول عائشة رضي الله عنها ومن تبعها أنهم لا يسمعون استدلالا بقوله تعالى: ?إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ? وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي الله عنها ومن تبعها "

5 - موقفه من الإسرائيليات:

معالم منهجه فيه:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015