ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:47 م]ـ

الأخ الكريم أبو سعد الغامدي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.

التحريف والأباطيل لا تجدها في الإنجيل ولكنها موجودة في الأسفار التي أضيفت إليه كأعمال الرسل، ورسائل بولس، فالإنجيل ليس هو كل الكتاب المسمى بالعهد الجديد، وليست التوراة هي كل أسفار الكتاب المسمى بالعهد القديم.

حياك الله أخي الكريم أبا علي وكل عام وأنت طيب

نعم ليس في الأنجيل الحق الذي أنزل على عيسى عليه السلام أباطيل

ولكن الكتاب المحرف والمؤلف الذي بين يدي النصارى والمسمى بالكتاب المقدس خلط فيه الحق بالباطل والواقع بالخرافة وهو أمر بين لكل من له أدنى بصيرة بذلك الكتاب، وإليك هذا المثال:

في إنجيل متى وهو يتحدث عن حادثة صلب المسيح المزعومة يقول:

"45 ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة. 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني. 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا. 48 وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملاها خلا وجعلها على قصبة وسقاه. 49 واما الباقون فقالوا اترك. لنرى هل ياتي ايليا يخلصه. 50 فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم واسلم الروح

51 واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل. والارض تزلزلت والصخور تشققت. 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. 53 وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. "

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Sep 2010, 12:52 ص]ـ

أخي الكريم العليمي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.

الآية لا تقول إن الإنجيل مكتوب فيه: (ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ") وإنما هذا كان قول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل، فإذا لم يدونها أحد من رواة الإنجيل في روايته فليس معنى ذلك أن أحدا منهم قد كتم هذه الشهادة، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يحيط علما بكل أفعال وأقوال المسيح عليه السلام، فهل كتب السيرة عندنا أحاطت بعلم كل أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام؟!!.

أخى الكريم:

لو أخذنا بكلامك هذا لكان تصريح السيد المسيح عليه السلام باسم النبى صلى الله عليه وسلم بقوله: " اسمه أحمد " يُعد حشوا من القول لا لزوم له ولا فائدة من ذكره، حاشا لله

وأرى أن الأصوب والأصح من هذا أن يقال:

إن اسم (أحمد) مذكور فى الإنجيل، وتحديدا فى الإنجيل المسمى (إنجيل يوحنا) ولكنه قد شابه شىء من التحريف فى الترجمة عن اللسان اليونانى الذى دُونت به الأناجيل

فإنك تجد اسم (أحمد) مذكورا فى القول الذى أورده يوحنا على لسان السيد المسيح، والذى هذا نصه:

" وأما الفارقليط الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكّركم بكل ما قلته لكم " (يوحنا 14/ 26)

والذى ينبغى ملاحظته جيدا أن لفظة (فارقليط) اليونانية وتلك هى صورتها Periklitos إنما تعنى (أحمد) بالفعل فى تلك اللغة، ولكن كتبة الأناجيل حين كتبوها على صورة Parakletos يكونوا قد انحرفوا بمعناها بعض الشىء

أو يمكنك أن تقول إنهم قد انحرفوا بمعناها المباشر حين حاولوا ترجمتها بدلا من أن يُبقوا على أصلها باعتبارها اسم علم لا ينبغى ترجمته، فتجدهم قد ترجموها فى العربية مثلا إلى لفظة (المعزّى) اشتقاقا لها من العزاء

فالشاهد أن التحريف قد وقع منهم بإحدى طريقتين: إما فى صورة الكتابة ذاتها، أو فى الترجمة الخاطئة للفظ

هذا ما أردت التنبيه عليه فى مشاركتى السابقة

ولعل ما يؤكد لك أن ثمة تحريف قد وقع من طريق الترجمة بالذات، أن تعلم أن كافة ترجمات الإنجيل بكل اللغات الحية قد ظلت تستبقى لفظة (فارقليط) على أصلها اليونانى حتى أوائل القرن العشرين، وذلك تحاشيا للخطأ فى ترجمتها، أما حين بدأوا فى ترجمتها فقد اختلفوا فى أنسب الألفاظ لمعناها، فاختارت الترجمة العربية (المعزّى) كما قلنا، بينما اختارت الترجمة الإنجليزية لفظة (المُشير Counsellor ) أو المواسى Comforter ، بينما اختارت الألمانية لفظة (الشفيع Fursprecher )

وأعتقد أنك توافقنى الآن على أن وجود اسم (أحمد) فى الإنجيل له ما يؤيده، أو أنه – على الأقل – ليس من فضول القول، أو ليس من الحشو الذى يستوى ذكره مع عدمه فيما يخص البشارات الكتابية بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل أرى أن ذكر القرآن له على لسان المسيح عليه السلام إنما جاء كعلامة وشاهد على تحريف أهل الكتاب لكتابهم إما من خلال استبدال بعض الحروف بأخرى فى الكتابة ذاتها، أو من خلال الترجمة الخاطئة التى تنحرف باللفظ عن المعنى الموضوع له

هذا والله أعلى وأعلم

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Sep 2010, 09:46 م]ـ

(2)

ومما يؤكد أن اسم (أحمد) مذكور فى الإنجيل ما ذكره الشيخ الدكتور عبد الوهاب النجار – رحمة الله عليه – فى كتابه الشهير (قصص الأنبياء) عن محاورة دارت بينه وبين المستشرق الايطالى الشهير (كارلو نللينو Carlo Nallino ) والذى كان يزامله فى الدراسة بكلية دار العلوم بالقاهرة، وهذا طرف مما دار فى تلك المحاورة:

. . . ثم قلت له (وأنا أعلم أنه حاصل على شهادة الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة): ما معنى بيريكلتوس؟

فأجابنى بقوله: إن القسس يقولون أن هذه الكلمة معناها (المعزّى)

فقلت له: إنى أسأل الدكتور كارلو نللينو الحاصل على الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة، ولست أسأل قسيسا!!

فقال: ان معناها (الذى له حمد كثير)

فقلت: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من: حمد؟

فقال: نعم

فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه (أحمد)

فقال: يا أخى، أنت تحفظ كثيرا

ثم افترقنا، وقد إزددت بذلك تثبتا فى معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح:

" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد "

(انظر هامش ص 473 من الطبعة الثانية من كتاب " قصص الأنباء " للشيخ النجار)

(يتبع)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015