سنة الوفاة (هجري) : 224
أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (150 - 224هـ، 767-838م). أبو عبيد القاسم بن سلام فقيه محدّث ونحويّ على مذهب الكوفيين، ومن علماء القراءات. ولد بهراة، وكان أبوه عبدًا روميًا لرجل من أهل هراة. رحل في طلب العلم، وروى اللغة والغريب عن الأئمة الأعلام، البصريين والكوفيين، كأبي عبيدة معمر بن المثنّى، وأبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي محمد اليزيدي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والفراء والأموي والأحمر، وغيرهم. وأخذ القراءات عن إسماعيل بن جعفر وسليم بن عيسى وهشام بن عمّار وشجاع بن أبي نصر ويحيى بن آدم وحجّاج المصيصي وغيرهم. وسمع الحديث عن سفيان ابن عيينة وحمّاد بن سلمة وهشيم بن بشير وابن المبارك وجماعة. وتفقه على الشافعي وعلى صاحِبَي أبي حنيفة: القاضي أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني. وقد تتلمذ على أبي عبيد عدد من العلماء، منهم ثابت ابن أبي ثابت اللُّغوي وعلي بن عبدالعزيز البغوي وغيرهم. عمل بتأديب أولاد الولاة والأمراء، وولي قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة. وكان ذا فضل ودين ووقار ومذهب حسن. قال ابن الأنباري: «كان أبو عبيد يقسّم الليل أثلاثًا، فيصلّي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنع الكتب ثلثه». جمع أبو عبيد صنوفًا من العلم وصنّف الكتب في كل فنّ، وكانت كتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد ـ كما يقول القفطي ـ ومن ذلك: كتاب الأمثال؛ غريب الحديث؛ الأجناس؛ الأموال؛ الإيمان؛ ماورد في القرآن الكريم من لغات القبائل؛ كتاب النعم والبهائم. وهي مطبوعة كلّها. أما مصنفاته المخطوطة فأكبرها وأشهرها كتاب الغريب المصنّف وما يزال مخطوطًا. وله أيضًا: فضائل القرآن؛ القراءات؛ خلق الإنسان؛ الناسخ والمنسوخ؛ غريب القرآن؛ معاني الشّعر؛ المذكّر والمؤنث؛ الأضداد؛ الأمالي؛ وغيرها. قَدِم أبو عبيد مكة حاجًا، وجاور بها إلى أن مات. انظر أيضًا: المدارس النحوية. نقلا عن الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net