والآن أشرع بإذن الله تبارك وتعالى ببيان الكذب الذي انطوى عليه هذا الكتاب، وفي الحقيقة لن أفصل كثيرا في الردود بقدر تفصيلي في بيان الأكاذيب وإن يسر الله تبارك وتعالى وكان في العمر مدة أيضا نفصل بحول الله في الردود، وسألتزم بنص كلامه وقد أشرك المحقق أحيانا لأنه لا يخلو من أن يكذب وسأنبه إن شاء الله تعالى بين كلامه وبين كلام المؤلف.

ولكن قبل هذا أقدم بمقدمة عن الكذب:

- يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: بالصدق تميز أهل الإيمان عن أهل النفاق، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن قال به علت على الخصوم كلمته، ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين. (مدارج السالكين ص)

- وقال كذلك - رحمه الله تعالى -: وقسم الله الناس إلى صادق ومنافق فقال: " ليجزي الله الصادقين بصدقهم، ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم.

(مدارج السالكين)

- وقال أيضا: والإيمان أساسه الصدق، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر.

* وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) (?) .

وصدق الشاعر حين قال:

لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الأدب

لجيفة الكلب عندي خير رائحة من كذبة المرء في جد وفي لعب

- وقال أشهب: سئل الإمام مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون.

- وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: لم أرى أشهد بالزور من الرافضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015