تمهيد

" إن بين الحق والباطل صراع دائم في حياة البشر، صراع يستمد وجوده من ذلك النزاع القائم في كيانه بين النوازع الفطرية التي تتوق إلى الحق وتسعى إلى سيادته وبين نوازع الشهوة والهوى التي تسعى إلى انتهاج الباطل منهجًا واقعيًا بديلًا لمنهج الحق في الحياة الفردية والجماعية (?).

ثم إن للعادات والأعراف سلطانًا على النفوس وتحكمًا في العقول فمتى رسخت العادة اعتبرت من ضرورات الحياة (?). ولذلك فان كثيرًا ما كان يقاسي الأنبياء والمصلحون من المصاعب والأهوال، فيأخذون الناس بالعنف تارة وبالتدريج تارة أخرى لتحويلهم عن مفاسد عاداتهم وأعرافهم.

فلم تقف مهمتهم - عليهم الصلاة والسلام - عند بيان الحق وإبلاغه فحسب، بل بدعوة الناس إليه والإستجابة له وتحقيقه في أنفسهم اعتقادًا وقولًا وعملًا، فكان كل رسول يدعو قومه إلى الصراط المستقيم ويبينه لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015