الحكم والنبوة وجعل الله ميزة الربانيين في قيامهم بتعليم كتاب ربهم وحرصهم على الاستمرار في التعلم {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]، فالرباني يبني نفسه ويبني غيره، يعمل بما علم ويعلم ما تعلم.

وقد حوت كتب التفسير والسنة كثيرًا من الصفات المميزة للرجل الرباني، ففي صحيح البخاري وعند ترجمة (باب العلم قبل القول والعمل): (قال ابن عباس: كونوا ربانيين: حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) (?).

يقول ابن حجر: (والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دق منها، وقيل: يعلمهم جزئياته قبل كلياته، أو فروعه قبل أصوله، أو مقدماته قبل مقاصده ..) (?).

فالرباني صاحب حكمة وصاحب فقه، ومن حكمته أنه يتدرج بالمدعوِّين وييسر عليهم على علم وبصيرة وحسن عمل، ينقل ابن حجر عن ابن الأعرابي قوله: (لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالمًا معلِّمًا عاملًا) (?).

وأساس الربانية الإخلاص في ابتغاء رضي الرب - عز وجل - قال الأصمعي والإسماعيلي: (الرباني نسبة إلى الرب أي الذي يقصد ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015