وقد رأينا في واقعنا أناسًا خاصموا وفجروا وقاطعوا وهجروا .. بتحريض بطانة حركت الغضب للذات، وأبدت الحرص على صاحبها، والهيام فيه، أكثر من عصبيته لنفسهن فاستعظم الرجل نفسه، وهوى في شباك وساوس شياطين الإنس، فعادى الناس وشاتمهم مع ما يعرف من صلاحه الشخصي.

فالجليس الصالح كحامل المسكن وقد تكون الريح الطيبة التي تجدها منه كلمة حق صريحة، فيجب أن تلقى منك تجاوبًا وتقديرًا؛ لأن مبعثها الإخلاص للحق، ومن شواهد ذلك أن عبادة بن الصامت حدث بحديث استنكره معاوية؛ لأنه لم يسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبادة: (لنحدثن بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كره معاوية) (?).

ومن ثمرات البطانة الصالحة: المشورة بالرشد والسداد للرأي؛ لأن الأصل في المستشار الأمانة، والإشارة بالأصلح، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المستشار مؤتمن» (?)، وفي الحديث: «مَن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه» (?)، فانظر فيمن وثقت، وبمن استرشدت، فكل امرئ يحشر مع بطانته المختارة، لأن «المرء مع من أحب» (?) - كما أخبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015