قال العلامة الفلكي المشهور (كاميل فلامَرْيون) في كتابه (القوى الطبيعية المجهولة) : ((نرانا نفكر، ولكن ما هو الفكر؟ لا يستطيع أحد أن يجيب على هذا السؤال. ونرانا نمشي، ولكن ما هو العمل العضلي؟ لا يعرف أحد ذلك، أرى أن إرادتي قوة غير مادية، وأن جميع خصائص نفسي غير مادية أيضاً، ومع ذلك فمتى أردت أن أرفع ذراعي، أرى أن إرادتي تحرك مادتي، فكيف يحدث ذلك، وما هو الوسيط الذي يتوسط للقوى العقلية في إنتاج نتيجة مادية؟ لا يوجد من يستطيع أن يجيبني عن هذا أيضاً، بل قل لي: كيف ينقل العصب البصري صور الأشياء إلى العقل؟ . وقل لي كيف يدرك العقل هذا؟ وأين مستقره؟ . وما هي طبيعة العمل المخي؟ . قولوا لي أيها السادة (يريد الملحدين) … ولكن كفى كفى! فإني أستطيع أن أسألكم عشر سنين، ولا يستطيع أكبر رأس فيكم أن يجيب على أحقر أسئلتي)) .

فإذا كان موقف العقل هكذا حيال النفس والضوء والمادة، وما في الكون المنظور وغير المنظور من أشياء، فكيف يتطلع إلى معرفة ذات الباري جل شأنه، ويحاول إدراك كنهه!)) . (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015