يقول الدكتور عمر فروخ ((قد يعجب أحدنا فيقول إن المعري يهاجم المعتزلة مع أنهم يفضلون العقل على النقل كما يفعل هو. أجل إنه ليس معتزلياً وإن كان يرى رأي المعتزلة في تفضيل العقل على ما روي في الدين من أخبار وإنما هو يهاجم من المعتزلة أولئك الذين يضيعون أوقاتهم وأوقات غيرهم بالجدل العقيم لا الذين يحلون العقل مرتبة سامية)) (?) . فهو يلتقي معهم في العقلانية دون أصولهم الأخرى. ودعاه إلى ذلك ما دعاهم – كما سبق – فإن النفوس والأهواء واحدة.

ثم تمضي الأيام وتتعاقب الليالي فيظهر في هذه الأمة عقلاني آخر اشتهر بشعره الفلسفي كالمعري. هو الشاعر العراقي جميل الزهاوي الذي كان أبوه مفتياً لبغداد! ومن نسل خالد بن الوليد! وهذا الشاعر قد اشتهر عند الجمهور إضافة إلى عقلانيته بعداوته الشديدة للحجاب الإسلامي فهو صاحب القصيدة المشهورة.

مزقي يا ابنة العراق الحجابا ... واسفري فالحياة تبغي انقلاباً

مزقيه واحرقيه بلا ريث ... فقد كان حارساً كذاباً

مزقيه وبعد ذلك أيضاً ... مزقيه حتى يكون هباباً

وانزعيه بقوة وطئيه ... واجعلي في فم الحنيق تراباً

وهي قصيدة طويلة وجريئة يستحق لأجلها على كل بيت من أبياتها أن يستتاب أو يعزر.

هذا في الحجاب (?) …. وأما العقل فقد عرف هذا الملحد بمحاكاته لسلفه المعري في التعويل على العقل وتقديمه على النصوص الشرعية. وإليك شيئاً من أشعاره:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015