فسرّ جميع الأولياء وروده ... وسيء رجالٌ آخرون وغيظوا

لقد حفظ العهد الذي قد أضاعه ... لديّ سواه والكريم حفيظ

وباحثت عن فاظت وقبلي قالها ... رجالٌ لديهم في العلوم حظوظ

روى ذاك عن كيسان سهلٌ وأنشدوا ... مقال أبي الغياظ وهو مغيظ

" وسميت غياظاً ولست بغائظٍ ... عدواً ولكن للصديق تغيظ "

" فلا رحم الرحمن روحك حيّةً ... ولا هي في الأرواح حين تفيظ " قلت: وفي خطاب الوزير بهذا البيت وإن حكي عن قائله ما لا يخفى أن اجتنابه المطلوب، على أنه قد يقال " فاضت نفسه " بالضاد، كما ذكره ابن السكيت في خلل " الألفاظ " له، والله أعلم.

وكتب الزبيدي المذكور إلى أبي مسلم ابن فهد (?) :

أبا مسلمٍ إنّ الفتى بجنانه ... ومقوله، لا بالمراكب واللبس

وليست ثياب المرء تغني قلامةً ... إذا كان مقصوراً على قصر النفس

وليس يفيد العلم والحلم والحجى ... أبا مسلمٍ طول القعود على الكرسي وقال، وقد استأذن الحكم المستنصر في الرجوع إلى أهله بإشبيلية ولم يأذن له، فكتب إلى جاريته سلمى (?) :

ويحك يا سلم لا تراعي ... لا بدّ للبين من زماع

لا تحسبيني صبرت إلا ... كصبر ميتٍ على النزاع

ما خلق الله من عذابٍ ... أشدّ من وقفة الوداع

ما بنيها والحمام فرقٌ ... لولا المناحات والنواعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015