والغاز الكوني الذي تكونت منه الأجرام السماوية والرياح التي تحمل حبوب اللقاح في النبات من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث ولذلك سطروا هذه الأسفار وهم في غفلة عن كل هذا بل وهم في مأمن من أن تأتي هذه الاكتشافات العلمية الحديثة فتكشف زيف نسبة هذه الأسفار إلى الوحي وتقطع بأنها من تأليف البشر ومن وضع أشخاص مختلفين حتى إنهم تناقضوا فيما كتبوه.

والأمر يختلف بالنسبة للقرآن الكريم ففي الوقت الذي أنزل فيه لم يكن العلم قد وصل أيضاً إلى اكتشاف العلوم والمعارف الحديثة ولكن القرآن كشف كما وصل إليه الإنسان في القرن العشرين وعندما تلقى الناس الآيات القرآنية التي تحدثت عن الاكتشافات الحديثة وكان هذا التلقي في عصر التنزيل والأجيال اللاحقة له قبل هذه الاكتشافات كان للناس فهم آخر لهذه الآيات على قدر معلوماتهم والنص القرآني يعطي أيضاً مثل هذا الفهم ولكنه يسمح أيضاً بفهم آخر أوسع كلما تقدمت الإنسانية ودليل ذلك إنه لما نزل قول الله تعالى { ... وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} 125 الأنعام فهم منه في الجيل المعاصر والأجيال اللاحقة القريبة منه إن صدر الكافر يضيق عن قبول الحق ويشبه الذي يصعد الجبل فيعاني من المشقة وضيق الصدر وحرجه والفهم هنا صحيح أما في عصر الاكتشافات العلمية فيفهم من النص أن الإنسان عندما يصعد في السماء ويغادر منطقة الغلاف الجوي والجاذبية الأرضية يضيق صدره ويختنق وتنفجر شرايينه ويشعر بالحرج وينتهي به الأمر إلى الهلاك وهذه الآية القرآنية نخرج منه بثلاث نتائج:

أولاً: الافهام تختلف باختلاف الأجيال ومرور الزمن وكلها مع ذلك صحيحة ودائرة مع النص القرآني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015