الْمُرُوءَة فَلَا نفتن، ويلم الشعث فَلَا تزرينا الْأَعْين، وينوء بِنَا إِلَى صلَة الرَّحِم وبذل الماعون الإيثار على النَّفس، والجود بِمَا يفضل عَن الْقُوت، وجبر الْكسر، وإطعام الْفَقِير، وإقناع القانع، وإرضاء المعتر، وإغاثة المهتضم، وإعانة المستضعف. إِنَّك نعم الْمَدْعُو، وَنعم المؤمل والمرجو، وَأَنت كل شَيْء قدير. هَذَا هُوَ الْفَصْل الثَّالِث من كتاب نثر الدّرّ، قد افتتحته بِكَلَام الْخُلَفَاء من بني أُميَّة وَبني هَاشم، وَرُبمَا خلطت بِهِ نبذا يَسِيرا من من نَوَادِر أخبارهم، ونكث آثَارهم، لَا يخرج بِهِ الْكتاب عَن الْغَرَض الَّذِي رميناه، وَالْقَصْد الَّذِي تحريناه، وَذكرت من جملَة خلفاء بني الْعَبَّاس إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي، وَعبد الله بن المعتز، فقد بُويِعَ لَهما بالخلافة، وَلَهُمَا كَلَام شرِيف، لَا يقصر عَن كَلَام الكافة، وأتبعت ذَلِك بِأَبْوَاب سأذكرها، وختمته بنوادر وملح وشحت الْفضل بهَا. وَلَعَلَّ قَائِلا يَقُول: هلا أفرد للهزل كتابا أَو أَخّرهُ، ليجعل لَهُ عِنْد انْقِضَاء الْجد بَابا. وَلَا يعلم أَنِّي جعلت ذَلِك مصيدة للجاهل تفقه على الْعلم، وحيالة للهازل، توقعه فِي الْجد. ولعلى لَو أفردت لَهُ فصلا، وَلم أخلط الْكتاب جدا وهزلا، لعدل أَكثر أَبنَاء زَمَاننَا إِلَى ذَلِك الْبَاب الْمُفْرد، ولصار الْجد عِنْدهم فِي حيّز المستثقل المستبرد، بل المهجور الْمَتْرُوك، وَإِن كَانَ كالنير المسبوك أَو الدّرّ المسلوك. الْفَصْل الثَّالِث (232) وأبواب هَذَا الْفَصْل ثَلَاثَة عشر بَابا. الْبَاب الأول: كَلَام مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَولده الْبَاب الثَّانِي: كَلَام مَرْوَان بن الحكم وَولده الْبَاب الثَّالِث: كَلَام خلفاء بني الْعَبَّاس الْبَاب الرَّابِع: كَلَام جمَاعَة من بني أُميَّة الْبَاب الْخَامِس: نكت من كَلَام الزبيرين الْبَاب السَّادِس: نَوَادِر أبي العيناء ومخاطباته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015