وفي هذا الحديث إشارة صريحة إلى وقوع الفتن، ووجوب طاعة الإمام، والالتزام بالنهج المستقيم الذي كان عليه الخلفاء الراشدون. ولذلك اختص عصرهم من بين سائر عصور الدول الإسلامية بجملة من المميزات والخصائص التي تميزه عن غيره، حيث صار العصر الراشدي معلمًا بارزًا ونموذجًا متكاملًا ذا مستوى رفيع يسعى كل مصلح إلى محاولة الوصول إليه، ويجعله كل داعية نصب عينيه، فيحاول في دعوته رفع الأمة إلى مستوى ذلك العصر أو قريبًا منه، ويجعله معلمًا من معالم التأسي والقدوة للأجيال الإسلامية (?) .

ولقد كان منهج الإسلام صريحًا وواضحًا في مواجهة العنف، فلقد نبذ العنف بجميع أشكاله وألوانه، وحث المسلمين على الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى العنف واستخدام القوة وبيَّن لهم العقوبة التي يستحقها من قام بالعنف قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015