من مواعظ ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -

(1/ 4)

ذاك الإمام الكبير من أئمة الصحابة - رضي الله عنهم -، أسلم قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وشهد بدرًا والمشاهد كلَّها، وكان صاحب سرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووساده وسواكه ونعليه وطهوره في السفر، وكان يشبَّه بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودلِّه وسمته، وكان خفيف اللحم، قصيرًا، شديد الأُدمة، وكان من أجود الناس ثوبًا، ومن أطيب الناس ريحًا، وولي قضاء الكوفة، وبيت المال لعمر وصدرًا من خلافه عثمان رضي الله عنهما، ثم صار إلى المدينة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وستِّين .. إنَّه عبد الله بن مسعودٍ، ويُكنَّى أبا عبد الرحمن، أمُّه أمُّ عبدٍ (?).

كان ابن مسعودٍ من أعلام الصحابة في العلم بكتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إنَّه أقبل ذات يومٍ وعمر جالسٌ فقال: كنيفٌ مليء علمًا (?)، أي: بيتٌ مليء علمًا.

ولقد كان ابن مسعود من المفوَّهين، وممَّن أوتي الحكمة والبلاغة في العبارة، حتى إنَّ القارئ لها ليشعر بأنوار النبوة، وجلالة العلم، وحلاوة الفقه فيها.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015