{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140].

• ومن مواعظه - رضي الله عنه - أنَّه لمَّا حضرته الوفاة قال (?):

«انظروا أصبحنا؟»، فأُتي فقيل: لم تُصبح، فقال: «انظروا أصبحنا؟»، فأُتي فقيل له: لم تُصبح، حتى أُتي في بعض ذلك فقيل: قد أصبحت، قال: «أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا! زائرٌ مُغبٌّ، وحبيبٌ جاء على فاقةٍ، اللَّهمَّ إنِّي قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللَّهمَّ إنَّك تعلم أنِّي لم أكن أحبُّ الدُّنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُّكب عند خلق الذِّكر». الله أكبر! كم في هذه الدعوات من مواعظ!

لقد تمثَّل معاذٌ - رضي الله عنه - في تلكم اللحظات ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن عند قرب مفارقة الدُّنيا، وهو حسن الظنِّ بالله، وتعظيم الرجاء به سبحانه، مع شيءٍ من الخوف، فها هو يقول: «أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا! زائرٌ مُغبٌّ، وحبيبٌ جاء على فاقةٍ، اللَّهمَّ إنِّي قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك» إنَّها كلمات الواثق بموعود الله، لا المغترِّ بعمله، وكلمات الراجي لفضل من بيده الفضل سبحانه! ولا يجرؤ على هذا الترحيب بالموت، وفي هذه اللحظات العصيبة، إلا من حسنت علاقته مع الله حال الرخاء!

إنَّ الإنسان -وهو يقرأ هذه الكلمة -ليتساءل: هل أنا إذا حضرني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015