وقالوا: إن في إنكارهم ذلك ما يكفي ردا على من يقول: " إنه بدل " ما لم يكن له حجة يستدل بها على صحة قوله. مع أنهم لا يمكنهم أن يستدلوا على صحة كتابهم بما يعادل دلالتنا على صحة كتابنا من حيث انتشار عدة نسخ منذ أول الأمر في جميع الآفاق، لا كحال كتابهم بلسان واحد، بل بلغات عدة، وأنها محفوظة عند الفرق المختلفة. هذا كلامه.

والجواب عنه من وجوه:

الأول:

أن هذا الاعتراض وأمثاله نظير اعتراض اليهود على نبوة عيسى -عليه السلام- واحتجاجهم بأشياء من التوراة التي بأيديهم.

كاعتراضهم في إحلال السبت بأن في التوراة الأمر بالتمسك بالسبت ما دامت السماوات والأرض.

وكاعتراضهم بما في التوراة من وصف زمن المسيح مثل: أنه سيسكن الذئب مع الجمل، والنمر مع الجدي، والأسد مع الضأن وأن الطفل يلاعب الحية، وأن جبل الله سيعلو على سائر الجبال، وأن غير اليهود من الأمم سيأتون ويسجدون لله فيه ... ، إلى غير ذلك من اعتراضات اليهود على نبوة عيسى -عليه السلام -.

وليس عند النصارى جواب عن اعتراضهم إلا وعند المسلمين من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015