ملتقي اهل اللغه (صفحة 3625)

الدرس الخامس: الزحافات والعلل

ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 11:57 ص]ـ

الدرس الخامس: الزحافات والعلل

اعلم أن التفاعيل العشرة التي فصلنا الكلام عليها في الدرس السابق، لا يلزم أن تبقى سالمة على حالها الأصلي، بل يجوز أن تقع عليها تغييرات، بزيادة أو نقص، تسمى الزحافات والعلل.

وسنبين فيما يلي أسماء هذه الزحافات والعلل، ونمثل لها بما يوضح معانيها. ثم إذا شرعنا في شرح البحور الشعرية، فإننا نذكر الجائز منها في كل بحر، مع الإحالة على درسنا هذا في تعريف تلك التغييرات.

الزحافات:

تعريف الزحاف:

الزحاف هو التغيير الذي يلحق ثاني السبب. فهو إذن نوعان:

- ما يلحق ثاني السبب الخفيف: ويكون بحذفه.

- ما يلحق ثاني السبب الثقيل: ويكون بتسكينه أو حذفه.

ولا تعلق للزحافات بالأوتاد مطلقا.

مثاله:

• حذف الحرف الثاني الساكن من فاعلاتن فتصير فعلاتن. ولا يجوز حذف الحرف الثاني من (فاع لاتن)، لأنه ليس ثاني سبب، وإنما هو ثاني وتد مفروق (فاع).

• تسكين الحرف الحامس المتحرك من مفاعلَتن فتصير مفاعلْتن أو قل إن شئت: مفاعيلن (فهما بنفس الوزن العروضي).

• حذف الحرف الثاني المتحرك من متَفاعلن فتصير مفاعلن.

ويتفرع عن كون الزحاف لا يلحق إلا ثواني الأسباب، أنه لا يكون إلا في الحرف الثاني أو الرابع أو الخامس أو السابع.

وبيان ذلك أن استقراء التفاعيل العشرة يدلك على أن:

• الحرف الأول لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد.

• الحرف الثالث لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد أو ثالث وتد.

• الحرف السادس لا يكون إلا أول سبب أو ثاني وتد.

حكم التزام الزحاف:

وحكم الزحاف عدم الالتزام - بخلاف العلة فإنها يجب التزامها كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

ومعنى عدم الالتزام: أن الزحاف إذا عرض في تفعيلة من التفاعيل، لم يجب التزامه في كل ما يقابل تلك التفعيلة من سائر القصيدة.

مثال ذلك لو أتينا بالشطر الأول من قصيدة على الرجز على هذا الوزن: (متفعلن مستفعلن مستفعلن) - بحذف السين من التفعيلة الأولى - لم يلزم أن تأتي أشطر القصيدة كلها على هذا الوزن، بل يجوز مثلا أن يكون الشطر التالي (مستفعلن مستفعلن مستفعلن)، وهلم جرا.

هذا هو الأصل في الزحاف، لكن من الزحاف ما يجري مجرى العلة، فيلتزم. وذلك في بعض الزحافات التي تلحق العروض أو الضرب.

مثال ذلك: القبض في مفاعيلن (فتصير مفاعلن) في عروض البحر الطويل. فلا بد من التزام (مفاعلن) في العروض في القصيدة كلها.

وليس كل زحاف يلحق العروض أو الضرب يجب التزامه.

فمثال ما لا يلتزم: الإضمار في عروض البحر الكامل أو ضربه (والإضمار تسكين الثاني من متفاعلن فتصير متْفاعلن). فقد تجد في القصيدة الواحدة بيتا عروضه (متَفاعلن) وآخر عروضه (متْفاعلن).

وبيان ذلك إنما يعلم بالدراسة التفصيلية لكل بحر، فإننا حين نذكر زحافات البحر، نذكر منها ما يجوز في الحشو، وما يجوز في العروض والضرب، أو في أحدهما دون الآخر.

نوعا الزحاف:

والزحاف نوعان: مفرد ومركب.

فالزحاف المفرد ما كان في موضع واحد من التفعيلة، كحذف السين من مستفعلن، فتصير متفعلن.

والزحاف المركب (ويسمى مزدوجا أيضا) ما كان في موضعين من التفعيلة، نحو حذف السين والفاء معا من مستفعلن، فتصير متَعلن، فتنقلها إن شئت إلى فَعِلَتن (وهي بنفس الوزن العروضي).

وهذا أوان بيان أسماء هذه الزحافات، مع تعريفها.

الزحاف المفرد:

الزحاف المفرد - كما سبق ذكره - يكون في الحرف الثاني، أو الرابع أو الخامس أو السابع، متى كانت هذه الحروف ثواني أسباب.

- في الحرف الثاني من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):

وهذا الحرف يكون ساكنا أو متحركا. فزحافه يكون بأحد أمور ثلاثة:

• تسكينه إن كان متحركا، ويسمى الإضمار.

• حذفه إن كان متحركا، ويسمى الوقص.

• حذفه إن كان ساكنا، ويسمى الخبن.

- في الحرف الرابع من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):

هذا الحرف لا يكون إلا ساكنا. وزحافه يكون بحذفه. ويسمى الطي.

- في الحرف الخامس من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):

وهذا الحرف يكون ساكنا أو متحركا. فزحافه يكون بأحد أمور ثلاثة:

• تسكينه إن كان متحركا، ويسمى العصْب.

• حذفه إن كان متحركا، ويسمى العقْل.

• حذفه إن كان ساكنا، ويمسى القبض.

- في الحرف السابع من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015