ملتقي اهل اللغه (صفحة 12553)

إعلانُ افتتاحِ هذا الملتقَى!

ـ[ملتقى أهل اللغة]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 03:17 م]ـ

نهدي هذا الملتقَى إلى لغتنا العربيةِ، سيِّدةِ اللُّغاتِ، وأشرفِها،

نهديهِ إلى اللغةِ الصامدةِ التي تواطأ على حربِها أعداؤها وأولياؤُها؛ فهي - كما قالَ عروةُ بنُ الوردِ العبسيُّ -:

تجاوِبُ أحجارَ الكِناسِ، وتشتكي ... إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومنكَرِ

أو كحالِ الحماسيِّ الذي يقولُ:

رأيتُ مواليَّ الأُلى يخذُلونني ... على حدَثانِ الدهرِ إذ يتقلَّبُ

فأما أعداؤُها، فهم يسارعونَ في نقضِها، وإفسادِها، وإدخالِ الضيمِ عليها؛ يركبونَ إلى ذلكَ الصعْبَ، والذلولَ، ويُنضُون في ذلكَ النجائبَ، ويشنّونَ الغاراتِ تتبعُها الغاراتُ؛ ولكنهم يعودونَ إلى رِحالِهم خائبينَ لم يصنعوا شيئًا:

كناطحٍ صخرةً يومًا ليوهنَها ... فلم يضِرْها، وأوهى قرنَه الوعِلُ

ولسانُ حالِ العربيةِ يقولُ لهم:

فاضرب بِّكفِّكَ إن أردتَّ بناءَنا ... ثهلانَ ذا الهضَباتِ؛ هل يتحلحلُ؟!

وما أحسنَ ما قالَ أبو الطيِّبِ المتنبي:

وفي تعَبٍ من يحسُد الشمسَ ضوءَها ... ويجهَدُ أن يَّأتيْ لها بضريبِ

غيرَ أنَّ أمرَ هؤلاءِ لمَمٌ، لمكانِ القِدَم، والتصريحِ من دعواهمِ. ولكنَّ الشأنَ كلَّ الشأنِ في ألئكَ الذينَ يقولون: إنا أولياءُ العربيةِ، والساعونَ في مصالحِها؛ فإذا خلوا إلى محارمِها انتهكوها، وإذا وُكِّلوا بالنظرِ في شئونِها ضيَّعوها، وإذا استؤمنوا عليها لم يحفظوها، وفعلوا بها ما لا يفعلُ الأعداءُ. هذا معَ تلكَ الأوصافِ التي يصفونَ بها أنفسَهم، ومعَ تلكَ الراياتِ البرَّاقةِ التي يعملونَ تحتَها، وينسبونها إلى العربيةِ؛ والعربيةُ تقولُ لهم:

عَرينٌ من عُرينةَ، ليسَ منَّا ... برئتُ إلى عُرينةَ من عَرينِ

فهؤلاءِ القومُ الذينَ يُظهرونَ خلافَ ما يُضمرون، ويقولونَ غيرَ ما يُكنّون، خطرُهم ظاهرٌ، وضرُرهم بالغٌ، والفتنةُ بهم أشدُّ، والاغترارُ بهم أسرعُ؛ فما هم بالمصلحينَ؛ إنما هم مفسِدونَ مفسِدونَ! ((ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم)). وأيُّ صلاحٍ في تتبعِ الشواذِّ، والأخذِ بالنوادرِ، والإعراضِ عن الأصولِ، والعللِ، وقوانينِ الاحتجاجِ؟ وأيُّ خيرٍ يُبتغَى من وَّراءِ من لا يحسِنُ من العربيةِ إلا ما يحسِنه عامَّة الناظرينَ فيها؛ لا يفضُل عنهم شيئًا! وإنَّ من الظلمِ المبينِ للعربيةِ، والتضييعِ لها، وخيانتِها أن نُسلِمَ لهم زِمامَ القضاءِ فيها، والحكمِ في مسائلِها! معَ أنَّ كثيرًا منهم لم يُعرفوا بعلمٍ، ولا شُهِدَ لهم بفهمٍ. وأحسنُهم حالاً مَن همُّه أن يترجمَ إلينا ما كتبَ الأعاجمُ، ثم يزعمُ من بعدُ أنَّ هذا الكلامَ الذي ترجمَه علمٌ من علومِ العربيةِ حقٌّ على أهلِها أن يَدرسوه، ويتعلموا ما فيهِ؛ وما أمرُ هذا العلمِ الملصَقِ بالعربيةِ إلا كما قالَ حسانُ بنُ ثابتٍ - رضي الله عنه -:

وأنتَ دعيٌّ نيطَ في آلِ هاشمٍ ... كما نِيطَ خلفَ الراكبِ القدَحُ الفَرْدُ

ونقولُ في أمثالِ هؤلاءِ ما قالَ عبْدةُ بنُ الطبيبِ:

إنَّ الذينَ ترونَهم إخوانَكم ... يشفي غليلَ صدورِهم أن تُصرَعوا

ومن أجلِ ذلكَ أنشأنا هذا الملتقَى آملينَ أن يكونَ دِرعًا دِلاصًا يحمي العربيةَ من سهامِ المبطِلينَ، ورماحِهم، ويكونَ مولًى لها ونصيرًا في زمنٍ قلَّ فيه المولى، والنصيرُ.

وقد حاولنا ما وسِعنا أن نصلِح ما وقفنا عليه من ألفاظٍ، وجُملٍ ملحونةٍ، أو ركيكةٍ. ونحنُ نسألُكم أيها الكرامُ أن تخبرونا متى ما لقيتم شيئًا من ذلكَ، لنصلحَه.

** إنَّ القليلَ بالقليلِ يكثُرُ **

** إنَّ الصفاءَ بالقَذى ليَكدُرُ **

وقد جعلنا هذا الملتقَى حَلَقاتٍ عدّةً؛ فأما جمهورُ الحلَقاتِ، فظاهرٌ حدُّها من عُنوانِها. وأما المكتبةُ فبينّا ميثاقَها في حديثٍ خاصٍّ تجدُه فيها. وأما هذا المضطجَع فهو للأحاديثِ التي هي في غيرِ علومِ العربيةِ. وقد وضعناه ليكونَ ترويحًا عن النفوسِ، وطردًا للمَلالِ.

والنيِّةُ - إن شاء الله - أن نحشرَ إلى هذا الملتقَى ما استطعنا من كتبٍ في العربيةِ. كما أنَّ في نيِّتنا أن نقيمَ فيه دروسًا في جملةٍ من علومِ العربيةِ. وعندنا أيضًا آمالٌ آخرُ تكشِفُ عنها الأيَّامُ.

والله هو المعينُ.

يوم الافتتاح

23/ 5 / 1429 هـ

ملتقى أهلِ اللغةِ

ـ[يحيى القريني]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 02:00 م]ـ

نبارك للجميع تشييد هذا الصرح الشامخ.

ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 03:12 م]ـ

الحمد لله، إنجاز عظيم، نتمنى أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون.

وفقكم الله إلى كل خير.

ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:02 ص]ـ

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات .. موفقون إلى كل خير.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:31 ص]ـ

وفقكم الله ونفع بكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015